باب الاسم والصفة
  مؤلف من حروف الهجاء والمسمى هو الذات.
  وأيضاً: الاسم هو اللفظ فقط وهو عرض والمسمى قد يكون جسماً وقد يكون غيره.
  وأيضاً الاسم مقدور لنا والمسمى قد لا يكون مقدوراً لنا.
  وأيضاً الاسم قد يوجد في وقت واحد في محال متعددة والمسمى يستحيل عليه ذلك إلى غير ذلك من الفروق.
  وقالت (الكرامية) من فرق المجبرة (ومتأخرو الحنفية: بل الاسم هو نفس المسمى) قال النجري: وإنما قالوا ذلك لأن أسماء الله عندهم قديمة فأوجب ذلك أن تكون هي نفس المسمى وإلا لزم تعدد القدماء وهو محال.
  (قلنا) جواباً عليهم: (إذاً) أي: لو كان الاسم هو المسمى كما زعمتم (لكان الأمر كما قال الشاعر:
  لو كان من قال ناراً أحرقت فمه ... لما تفوه باسم النار مخلوق(١))
  وأيضاً كان يلزم من نطق بالعسل أن يجد حلاوته فلا يحتاج إلى المؤنة في شرائه، ومن نطق بالصبر وجد مرارته فلا ينطق به أحد.
  ويلزم أن يوجد جرم السماء والأرض في فم من نطق بهما ونحو ذلك مما هو معلوم بطلانه ضرورة.
  قال النجري: فإن قيل: كون الاسم غير المسمى على الحد الذي ذكرتم معلوم ضرورة فكيف ينكره علماء الحنفية وكثير من علماء الشافعية؟
(١) في الأصل:
وكان من قال ناراً أحرقت فمه ... وما تفوه باسم النار مخلوق)
وما أثبتاه من المتن.