شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 503 - الجزء 1

  قلنا: المسمى على ما ذكروه هو المفهوم المرتسم في الذهن والاسم على ما ذهبوا إليه هو الكلام النفسي، فمن ثم وقع بينهما الاشتباه لقيام كل منهما بالنفس على ما هو مبسوط في كتبهم.

  (والصفة) في اللغة العربية: (لفظها مشترك) اعلم أنه إن كان المراد بالصفة هنا في أصل لغة العرب فالوصف والصفة بمعنى واحد إلا أن الصفة قد يراد بها المعنى قال في الصحاح: وصفت الشيء وصفاً وصفة والهاء عوض من الواو: نعتُّه، وتواصفوا الشيء من الوصف واتصف الشيء أي: صار متواصفاً قال طرفة⁣(⁣١):

  إني كفاني من أمر هممت به ... جار كجار الحذاقي الذي اتصفا

  أي: صار موصوفاً بحسن الجوار، وقول الشماخ⁣(⁣٢) يصف بعيراً:

  إذا ما أَدْلَجَتْ وَصَفَتْ يداها ... لها الإدلاج ليلة لا هجوعُ

  يريد أجادت السير. وبيع المواصفة: أن يبيع الشيء بصفة من غير رؤية، والوصيف الخادم غلاماً كان أو جارية يقال: وصُف الغلام بالضم إذا بلغ الخدمة فهو وصيف بيِّن الوصافة والجمع وُصَفَاء، قال ثعلب: وربما قالوا للجارية وصيفة بينة الوصافة والإيصاف والجمع الوصائف، واستوصفت الطبيب لدائي إذا سألته أن يصف لك ما تتعالج به، والصفة كالعلم والسواد.


(١) طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد، البكري الوائلي، أبو عمرو: شاعر، جاهلي، من الطبقة الأولى. ولد في بادية البحرين، وتنقل في بقاع نجد. واتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه. ثم أرسله بكتاب إلى المكعبر (عامله على البحرين وعمان) يأمره فيه بقتله، لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شاباً في (هجر) قيل: ابن عشرين عاما، وقيل: ابن ست وعشرين. أشهر شعره معلقته، ومطلعها: (لخولة أطلال ببرقة ثهمد). (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني: شاعر مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام. وكان أرجز الناس على البديهة. جمع بعض شعره في (ديوان - ط) شهد القادسية، وتوفي في غزوة موقان. وأخباره كثيرة. قال البغدادي وآخرون: اسمه معقل بن ضرار، والشماخ لقبه. (الأعلام للزركلي باختصار).