شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 504 - الجزء 1

  قال: وأما النحويون فليس يريدون بالصفة هذا؛ لأن الصفة عندهم هي النعت، والنعت هو اسم الفاعل نحو ضارب، والمفعول نحو مضروب، أو ما يرجع إليهما من طريق المعنى نحو مثل وشبه وما يجري مجرى ذلك يقولون: رأيت أخاك الظريف، فالأخ هو الموصوف والظريف هو الصفة فلهذا قالوا: لا يجوز أن يضاف الشيء إلى صفته كما لا يجوز أن يضاف إلى نفسه لأن الصفة هي الموصوف عندهم، ألا ترى أن الظريف هو الأخ. انتهى.

  قلت: فإذا كان المراد هنا هو المعنى اللغوي فليس للصفة بهذا المعنى اللغوي إلا معنيان فقط إما بمعنى القول كما يقال: وصفت الشيء وصفاً وصفة، أو يراد بالصفة المعنى كالعلم والسواد فإنه صفة لمن حل فيه وكذلك جميع الأعراض الحالة في الأجسام فإنها صفات لها لغوية فمن جعل الصفة بمعنى الوصف فقط فقد أخطأ، ومن جعلها للمعنى فقط فقد أخطأ لأنها موضوعة لهما معاً بالاشتراك اللغوي كما يتضح لك ذلك من كلام الصحاح، وأما الوصف في اللغة فما هو إلا بمعنى القول والله أعلم.

  وقول الإمام # عبارة عن ثبوت الذات على شيء نحو ثبوت الحيوان على حياته هذه هي الصفة التي اصطلح عليها أهل علم الكلام لا الصفة اللغوية لأن الصفة اللغوية هي الحياة لا ثبوت الحيوان عليها.

  وقوله #: باعتبار معنى غير أسماء الزمان والمكان، وهذه هي الصفة التي اصطلح عليها أهل النحو كما عرفت.

  وقوله #: وعبارة عن شيء هو الذات وهذا إنما علم بالعقل لا باللغة لأن العقل قد حكم بأن الله تعالى قادر وعالم وحي لا بمعاني ولا آلة لأن المعاني والآلة من خواص المحدثات وقد وجد العقل آثار القدرة والعلم والحياة في المخلوقات فحكم بأن قدرته وعلمه وحياته ذاته لا غير وكذلك وجوده وقدمه هو ذاته لا غير.