شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 505 - الجزء 1

  وأما قولنا: الأحد فإنه اسم لله تعالى باعتبار تعظيم وكذلك لفظ الجلالة والرحمن والرحيم وجميع أسمائه تعالى فإنها أسماء له باعتبار تعظيم وهي صفات له أيضاً لما تضمنت من التعظيم لا لأنها تضمنت معاني والله أعلم، ولم يتضح لي تقسيم الإمام # لمعاني الصفة حيث قال: والصفة مشتركة أي: بين معان:

  الأول منها: ما هو (عبارة عن ثبوت الذات على شيء) من الأشياء وذلك (نحو: ثبوت الحيوان على حياته) فثبوت الحيوان على الحياة صفة له وكذلك كون الحياة حالة فيه وعرضاً تحله صفة له فسيان قولنا: ثبوت الحيوان على الحياة أو ثبوت الحياة له في كون ذلك يسمى صفة، وقد عرفت أن هذا باعتبار اصطلاح بعض أهل علم الكلام والله أعلم.

  (و) الثاني: ما هو (عبارة عن شيء هو الذات) وذلك (نحو قدرة الله) وعلم الله ووجود الله فإن هذه الأسماء صفات وهي ذات الله ø لا شيء غيره تعالى، وهذا علم بالعقل لا باللغة والله أعلم، كما تقدم ذكر ذلك.

  (و) الثالث: ما هو (عبارة عن اسم وضع لذات باعتبار تعظيم) لتلك الذات وذلك (نحو قولنا: «أحد» نريد به الله تعالى، فإنه) أي: أحد (عبارة عن ذاته تعالى باعتبار كونه) أي: الله سبحانه وتعالى (المتفرد) أي: المختص عمن سواه (بما لا يكون من الأوصاف الجليلة) أي: العظيمة الحسنى التي هي صفات الإلهية (إلا له) جل وعلا عن كل شأن شأنه من مثل ما دلنا عليه سبحانه بقوله ø: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، وهذا باعتبار اللغة اسم متضمن للصفة.

  إن قيل: ما الفرق بين الاعتبار الثاني والثالث؟

  قلنا: إن المراد في الاعتبار الأول بقولنا: قدرة الله هي الله، وعلم الله هو الله أن الله سبحانه قادر لا بقدرة، وعالم لا بعلم، وقد ثبت وصفه تعالى بالعلم والقدرة فثبت أنهما هو لا غيره جل وعلا وهذا إنما علم بالعقل.