شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 506 - الجزء 1

  والمراد في الاعتبار الثاني بقولنا أحد نريد به الله سبحانه أي: المتفرد بصفات الكمال أي: الصفات الجليلة التي لا تكون إلا له لا يشاركه فيها مشارك وهذا من وضع أهل اللغة فإنهم يسمون المنفرد بصفات الكمال أحد وواحد بمعنى لا يشاركه فيها غيره والله أعلم.

  (و) المعنى الرابع من معاني الصفة: ما هو عبارة (عن اسم لذات باعتبار معنى) حاصل في تلك الذات، وذلك الاسم (غير أسماء الزمان والمكان والآلة) وذلك (نحو قولنا: «قائم»، نريد به إنساناً فإنه اسم له) أي: للإنسان (باعتبار معنى) حاصل من زيد (وهو القيام) وكذلك ضارب ومضروب وحسن وأحسن فإنها أسماء لذوات باعتبار معنى وهو الضرب والحسن وهذا الاعتبار الرابع من معاني الصفة هو المصطلح عليه عند علماء العربية؛ لأن الصفة في أصل اللغة هو القيام الحاصل في زيد لا قائم والله أعلم.

  وقوله #: «غير أسماء الزمان والمكان والآلة» ليخرج نحو قولنا: مَضْرَب ومَقْتَل لموضع الضرب والقتل أو لزمانهما، ومحلب للإناء الذي يحلب فيه فإن هذه أسماء لذوات باعتبار معنى وهو الضرب والقتل والحلب وليست بصفات لأنها أسماء لذوات هي الزمان والمكان والآلة فلا تسمى صفة بحسب وضع اللغة ولا اصطلاح أهل العربية.

  (و) المعنى الخامس من معاني الصفة أن تكون (بمعنى الوصف، وهو عبارة عن قول الواصف: «زيدٌ كريمٌ» مثلاً) فإن هذا القول أعني: زيد كريم يسمى وصفاً وصفة بحسب وضع اللغة، وكذلك زيد شجاع، وزيد حليم ونحو ذلك.

  قال #: (عُلِم ذلك) أي: معاني الصفة الخمسة (بالاستقراء) أي: بتتبع كلام العرب.

  وقال الإمام (المهدي) أحمد بن يحيى (#: ليست الصفة إلا بمعنى الوصف فقط) حيث قال: مدلول الاسم والصفة في أصل اللغة هو اللفظ لأنهما