شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 509 - الجزء 1

  (قد فعل فعلاً) في الموصوف وهو فعله للقيام فليلزم⁣(⁣١) أن يكون من فعل القيام واصفاً (لأنه) القائم (باعتبار معنى وهو القيام) الحاصل من الموصوف وهو هذا القائم.

  قلت: ولفظ الإمام المهدي #: لو أفادت الصفة المعنى الذي زعمه المخالف في الموصوف إلى آخره، كما سبق ذكره عنه # بلفظه، ولم يقل إن الصفة اسم لذات.

  (قلنا) جواباً عليه فيما ألزم به: ذلك غير لازم لأن من قام (ليس باسم) وقد قلنا في الصفة إنها اسم لذات باعتبار معنى.

  قلت: وفي هذا تسامح. قال النجري في شرحه: واعلم أن في هذا الدليل تسامحاً يعني به دليل الإمام المهدي #.

  قال: لأن الخصم لا يسمي القيام الحاصل في زيد صفة مطلقاً بل إنما يكون صفة إذا كان مستفاداً من اللفظ وسواء كان حاصلاً في نفس الأمر أم لا، وحينئذ فلا يلزم فيمن فعل القيام أن يسمى واصفاً لأنه لم يفعل صفة إذ القيام الذي فعله غير مستفاد من اللفظ فلا يسمى صفة.

  قلت: وإن التزم ذلك فلا منع كما قال الشماخ في وصف البعير في البيت المتقدم: «وصفت يداها» يريد أجادت السير أي: فعلت فعلاً توصف به، وهذا الذي قام قد فعل فعلاً يوصف به والله أعلم.

  (وقال) أي: المهدي (#: الاسم والصفة عبارة عن قول الواصف فقط) كما سبق ذكره عنه # وحكاه عن الأكثر.

  (قلنا) جواباً عليه: (يلزم) من ذلك (أن لا يفهم) عند قول القائل: زيد كريم (إلا مجرد قوله) أي: قول القائل بذلك (فقط لا معناهما) أي: الاسم


(١) كذا في الأصل، ولعلها والله أعلم: فيلزم. كما في نسخة (ب).