شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 510 - الجزء 1

  والصفة، (وهو الذات) أي: ذات زيد مثلاً (وما يلازمها) من المعاني كالكرم ونحوه، (وذلك) أي: عدم فهم الذات وما يلازمها (خلاف المعلوم ضرورة) أي: معلوم خلافه ضرورة.

  ويمكن أن يقال: مدلول الاسم والصفة القول ويفهم مع القول المعنى، وهو الكرم المتعلق بزيد وهو الذي نريد بالصفة لأنه لما تضمن هذا القول الصفة سمي صفة ووصفاً وذلك معلوم لا يمكن رده كما ذكرناه آنفاً وسواء كان مطابقاً للواقع بأن يكون زيد كريماً في الواقع أم لا بأن لا يكون كذلك فإن هذا اللفظ قد دل عليه وإذا دل عليه صح أن يسمى صفة ووصفاً وقد وقع ذلك بحسب وضع اللغة وكذلك الاسم مثل قولنا: زيد فإنه قول ومع ذلك قد تضمن الدلالة على المعنى وهو الذات.

  وقالت (الأمورية) وهم من أثبت صفات الله جل وعلا أموراً زائدة على ذاته وقد تقدم ذكرهم فقالوا: (ما هو اسم لذات باعتبار معنى المماثلة) كما قالوا في القادرية إنها مماثلة للعالمية في كونها أمراً زائداً على الذات (أو) باعتبار معنى (المغايرة) كما قالوا في القادرية أيضاً إنها غير العالمية؛ لأن القادرية باعتبار وجود الفعل والعالمية باعتبار إحكامه، وقد عرفت مما تقدم في المؤثرات أن المماثلة والمغايرة ما يعقل بين غيرين حقيقة

  (أو) باعتبار (نحو ذلك) أي: نحو المماثلة والمغايرة وهو ما يعقل بين غير وما يجري مجرى الغير، قالوا: فما كان كذلك (فحكم) أي: فهو حكم (وليس بصفة) للذات بل حكم عليها بما ذكر.

  (قلنا) جواباً عليهم: (لا فرق عند أهل اللغة) العربية (بين ذلك) أي: بين ما هو اسم لذات باعتبار المماثلة والمخالفة ونحوهما (وبين ما هو اسم لذات باعتبار معنى غيرها) أي: غير المماثلة والمغايرة ونحوهما كما تقول: زيد كريم وزيد مثل عمرو وزيد غير عمرو، فلا فرق عند أهل اللغة أن ذلك كله يسمى