شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 511 - الجزء 1

  صفة ووصفاً، (إلا أسماء الزمان والمكان والآلة كما مر) فإن ما هو اسم للزمان والمكان أو الآلة باعتبار معنى لا يسمى صفة في اللغة كما سبق ذكره.

  قلت: وقد تقدم ما قيل فيه.

  قال #: (والملجئ لهم) أي: للأمورية (إلى ذلك) أي: إلى الفرق بين ما هو بمعنى المماثلة والمخالفة ونحوهما وبين ما هو بمعنى غيرها (وصفهم الأمورَ الزائدةَ على الذاتِ) أي: ذات الباري تعالى (بزعمهم) أي: زعمهم أنها زائدة على الذات فإنهم وصفوها (بأنها غيرٌ، نحو: العالمية) وصفوها بأنها (غير القادرية، أو مِثْلٌ، نحو: العالمية) وصفوها بأنها (زائدة على الذات مثل القادرية) ونحو ذلك.

  (و) قد ثبت (منعهم) أي: منع الأمورية (وصفها) أي: وصف الصفات حيث قالوا إن الصفات لا توصف كما سبق ذكره في بابه فلا توصف الأمور الزائدة على ذاته تعالى بزعمهم (بأنها قديمة أو محدثة) حين ألزمهم الخصم وصفها بأنها قديمة أو محدثة لأنها بزعمهم زائدة على الذات ولم تكن هي الذات فدفعوا من ألزمهم وصفها بقولهم: إن الصفات لا توصف.

  فقال الخصم: بل قد وصفتم الصفات فقلتم إن العالمية مثل القادرية أو غيرها ونحو ذلك.

  فقالوا: هذه أحكام وليست بصفات.

  (قلنا): هذا منكم مجرد دعوى و (الفرق) بين الوصف بالمماثلة والمغايرة ونحوهما وبين الوصف بغير ذلك كالقدم والحدوث والقلة والكثرة وغير ذلك (تحكم) محض أي: مجرد دعوى للفرق بلا دليل؛ (إذ لا مانع من دعوى أن سائر ما توصف به الصفات أحكام مثلها) أي: مثل المماثلة والمخالفة ونحوهما.

  فيقال لهم: وصف العالمية بأنها قديمة أو محدثة حكم وليس بصفة كما زعمتم أن وصف العالمية بأنها مثل القادرية أو غيرها حكم وليس بصفة إذ كان كلا القولين مجرد دعوى بلا دليل فما أحدهما بالصحة أولى من الآخر فثبت بما ذكرناه بطلان قولهم إن ما