شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[تمهيد في ذكر الحقيقة والمجاز]

صفحة 512 - الجزء 1

  هو اسم لذات باعتبار المماثلة والمخالفة ونحوهما حكم وليس بصفة، وقد ثبت بما سبق ذكره بطلان الأمور الزائدة بزعمهم، وبطلان قولهم إن الصفات لا توصف فلا وجه لإعادة ذلك، والله الهادي.

[تمهيد في ذكر الحقيقة والمجاز]

  (تمهيد) قال في الصحاح: المهد مهد الصبي والمهاد الفراش وقد مهدت الفراش مهداً بسطته ووطأته، وتمهيد الأمور تسويتها وإصلاحها وتمهيد العذر بسطه وقبوله، أي: هذا الذي سيأتي ذكره من الحقيقة والمجاز تمهيد وتوطئة لمعرفة ما يجوز إطلاقه على الله تعالى من الأسماء بطريق المجاز أو الحقيقة، وما لا يجوز إطلاقه عليه، فقال #:

  (اعلم أن من أقسام الاسم الحقيقة والمجاز) يعني أن الاسم ينقسم إلى أقسام كثيرة كالمهمل وهو ما لم تقع المواضعة عليه.

  والمستعمل وهو: ما وقعت عليه المواضعة.

  قال في الفصول: ويسمى المهمل والمستعمل كلاماً عند أكثر الأصوليين.

  والمفيد كأسد للسبع المخصوص والرجل الشجاع، والجاري مجرى المفيد وهو الموضوع بإزاء أمر لا يختص بذات دون أخرى كشيء، وغير المفيد ولا جاري مجراه وهو العلَم كزيد.

  وبعضهم يجعل القسمين الأخيرين وهما الجاري مجرى المفيد والذي ليس بمفيد ولا جار مجراه من المفيد، ولكن ليسا بمستقلين وغير ذلك من الأقسام، ولكن لا تعلق لهذه الأقسام بما نحن بصدده وإنما المقصود هنا تحقيق الحقيقة والمجاز.

[بحث في الحقيقة]

  قال #: (الحقيقة لغة) أي: في لغة العرب هي: (الراية) وهي العَلَم الذي يتخذ للحرب قال الهذلي:

  حامي الحقيقة نسال الوديقة معـ ... ـتاق الوسيقة لا نكس ولا داني

  قال في الصحاح: الوديقة شدة الحر، ونَسَلَ في العدوِّ ينسل نسلاً ونسلاناً أي: