[تمهيد في ذكر الحقيقة والمجاز]
  أسرع، ومنه قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ٥١}[يس]، والوَسْق الطرد ومنه سميت الوسيقة وهي من الإبل كالرفقة من الناس، وإذا سرقت طردت معاً، قال الشاعر(١):
  .................... ... كما قاف آثار الوسيقة قائف
  والوِسق بالكسر: ستون صاعاً.
  وحقيقة الرجل ما يحق عليه أن يمنعه قال الشاعر(٢):
  نحمي حقيقتنا وبعض الـ ... ـقوم يسقط بين بينا
  وحقيقة الشيء ذاته ويقين أمره كما أشار إليه # بقوله: (ونفس الشيء) ومنه الحديث: «لا يبلغ الرجل حقيقة الإيمان حتى لا يعيب على أخيه بعيب هو فيه».
  (و) الحقيقة (اصطلاحاً) أي: في اصطلاح أهل العربية: (اللفظ المستعمل) يحترز من غير المستعمل كالمهمل أو اللفظ قبل الاستعمال فليس بحقيقة ولا مجاز (فيما وضع له)، ليخرج المجاز كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  (في اصطلاح) وقع (به التخاطب) ليخرج اللفظ المستعمل فيما وضع له في اصطلاح آخر غير الاصطلاح الذي وقع به التخاطب كالصلاة إذا استعملها المخاطِب بعرف الشرع في الدعاء فإنها تكون مجازاً لاستعمالها في غير ما وضعت له في الاصطلاح الذي وقع به التخاطب وهو عرف الشرع وإن كانت مستعملة فيما وضعت له في اللغة.
(١) البيت للقطامي وأوله: (كذَبْت عليك لا تَزالُ تَقُوفُني)، وقال ابن بري: البيت للأَسْود بن يَعْفُر. (لسان العرب باختصار).
(٢) هو عبيد بن الأبرص بن عوف بن جشم بن عامر كان شاعراً جاهلياً قديماً من المعمرين قتله النعمان بن المنذر يوم بؤسه، ويقال: إنه لقيه يومئذ وله أكثر من ثلاثمائة سنة. (الشعر والشعراء باختصار).