شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 514 - الجزء 1

  (وتنقسم) الحقيقة (إلى:

  لغوية) أي: حقيقة في أصل لغة العرب (كأسد للسبع) المفترس المخصوص ونحوه.

  (و) إلى حقيقة (عرفية) وهي ما نقل عما وضع له في أصل اللغة إلى معنى آخر بالعرف وهي:

  إما (عامة، وهي: التي لا يتعين ناقلها) عن أصل وضعها إلى المعنى الآخر (كقارورة) للإناء المعروف من الزجاج، ودابة لذوات الأربع فإن القارورة في أصل اللغة اسم لكل ما يقر فيه الشيء والدابة اسم لكل ما دب على الأرض ولم يتعين من نقل معناهما من أصل اللغة إلى عرفها.

  (و) إما (خاصة، وهي: التي يتعين ناقلها كالكلام) فإنه قد صار اسماً (لهذا الفن) أي: لأصول الدين مع أنه في أصل اللغة لكل ما يتكلم به وناقله من أصل اللغة إلى عرفها متعين وهو أهل علم أصول الدين، وكذلك تسمية أهل كل علم لأبوابه وأنواعه.

  (و) تنقسم الحقيقة أيضاً إلى (شرعية) وهي ما نقله الشارع من معناه اللغوي إلى معنى شرعي وهي نوعان:

  فما نقله منها إلى أصول الدين فحقيقة دينية، وما نقله منها إلى فروعه فحقيقة فرعية، والشرعية (كالصلاة) والزكاة والصوم والحج فإن الصلاة في أصل اللغة الدعاء، ومنه قوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}⁣[التوبة: ١٠٣]، أي: ادع لهم.

  وقوله ÷: «اللهم صل على آل أبي أوفى».

  وقول الشاعر:

  عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ... نوماً فإن لجنب الحي مضطجعا

  وقد نقلها الشارع إلى الأذكار والأركان المخصوصة حتى لا يفهم من إطلاق