شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[تمهيد في ذكر الحقيقة والمجاز]

صفحة 519 - الجزء 1

  عن معناه اللغوي بخلاف الآية الأولى (واستعمال الناقل القولُ المنقولُ) عن أصله إلى معنى آخر (في معناه الأول لا يدل على عدم نقله) أي: نقل الناقل (ذلك القولَ لمعنى آخر) غير معناه الأول (كناقل) لفظ (طلحة) اسماً (لرجل) من معناه الأصلي وهو الشجرة فإنه يصح أن يطلق لفظ «طلحة» على الشجرة، وذلك واضح.

  (فبطلت دعوى نفيها) أي: نفي الحقيقة الدينية (لعدم ما يدل عليه) أي: على نفيها.

  (وثبتت) أي: الحقيقة الدينية (بما مر) من الأدلة عليها.

[بحث في المجاز]

  (والمجاز لغة) أي: في لغة العرب: هو (العبور) وهو السير (والطريق) أيضاً فإنها تسمى مجازاً. قال في الصحاح: جزت الموضع أجوزه جوزاً سلكته وسرت فيه، وأجزته خلَّفته وقطعته.

  قال امرؤ القيس⁣(⁣١):

  فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى بنا ... بطن خَبْتٍ ذي قِفاف عَقنقل

  وأجزته أنفذته، قال الراجز⁣(⁣٢):

  خلو الطريق عن أبي سياره ... حتى يُجيز سالماً حماره

  (و) المجاز (اصطلاحاً) أي: في اصطلاح أهل علم المعاني: (اللفظ المستعمل) خرج المهمل والمستعمل عند ابتداء وضعه قبل الاستعمال.


(١) امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، أو بمخلاف السكاسك باليمن، اشتهر بلقبه، واختلف المؤرخون في اسمه فقيل: حندج، وقيل: مليكة، وقيل: عدي. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) هوأبو سيارة عميلة بن الأعزل، وقيل اسمه العاص، واسم الأعزل خالد، وكان يجيز بالناس على أتان له عوراء، مكث يدفع عليها في الموقف أربعين سنة. (السيرة النبوية لابن كثير باختصار).