باب الاسم والصفة
  (و) خلافاً (للإمامية في الكتاب العزيز) فإنهم قالوا: لا مجاز فيه وأما في غيره فإنه واقع.
  (لنا) حجة عليهم: (قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}[الإسراء: ٢٤]) فإنه يعلم أنه لا جناح للولد حقيقة ولكنه شبه الولد بالطائر الذي يخفض جناحيه على ولده حين يحضنه ويدف بهما عليه.
  (و) خلافاً (للظاهرية) أصحاب داود الأصفهاني الظاهري (فيه) أي: في الكتاب العزيز، (وفي السنة) فقالوا: لم يقع المجاز فيهما.
  وشبهتهم أن المجاز أخو الكذب وهو لا يجوز على الله سبحانه وإنما يعدل إليه لضيق المقام ولا يضيق على الله سبحانه وتعالى شيء.
  (لنا) حجة عليهم في وقوعه في الكتاب: (ما مر) في قوله تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}، (و) في وقوعه في السنة (قوله ÷: «أنا مدينة العلم وعلي بابها) فمن أراد المدينة فليأتها من بابها»، والمعلوم أنه ÷ ليس مدينة على الحقيقة وأن علياً ليس باباً لها على الحقيقة، وإنما أطلق ÷ اسم المدينة على ذاته(١) الكريمة تشبيهاً له بالمدينة التي يوجد فيها كل ما يحتاج إليه الإنسان من المنافع، وشبه العلم بالأشياء المحسوسة التي تحويها المدينة، وشبه علياً # بباب تلك المدينة إشارة إلى أنه لا طريق لأحد إلى العلم الحقيقي النافع إلا من علي # كما أنه لا طريق إلى المدينة إلا من بابها ولهذا قال ÷: «فمن أراد المدينة فليأتها من بابها» وكفى بهذا الخبر دليلاً على شرفه # وعلو منزلته وأن العلوم كلها مكتسبة بعد النبي ÷ منه #.
  إن قيل: إن قوله ÷: «أنا مدينة العلم ..» الخبر تشبيه وليس التشبيه من المجاز والخصم لا يمنع التشبيه.
(١) في (ب): على العلم.