باب الاسم والصفة
  وهذا الذي ذكرناه من تفسير الاستعارة بالكناية هو قول السكاكي.
  وأما صاحب التلخيص فإنه جعل الاستعارة بالكناية والاستعارة التخييلية من باب التشبيه المضمر في النفس وليستا من المجاز في شيء، والحق هو الأول.
  وإنما استلزمت الاستعارة بالكناية الاستعارة التخييلية؛ لأن التخييلية قرينة المكني عنها أما عند السكاكي فلأنه لو لم يذكر الأظفار وإنشابها لما عرف أن المراد بالمنية السبع بادعاء السبعية لها.
  وأما عند صاحب التلخيص فلأنه لا يعلم تشبيه المنية بالسبع إلا بذلك.
  (ولفظ «يفترس») يسمى (استعارة تبعية) وإنما سميت تبعية؛ لأن الاستعارة في الأفعال وما أشبهها تابعة للاستعارة في المصادر؛ لأنه لما شبه قتل الأقران بالافتراس صلح أن يشتق من الافتراس الفعل وهو يفترس واسم الفاعل ونحوه ومن الاستعارة التبعية قول القطامي(١):
  نُقْرِيهُمُ لَهْذِمِيَّاتٍ(٢) نَقُدُّ بِهَا ... مَا كَانَ خَاطَ عَلَيْهِمْ كُلُّ زَرَّادِ(٣)
  وكذلك الاستعارة في الحروف تسمى تبعية لأنها تابعة للاستعارة في معناه فالتشبيه في قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص: ٨]، للعداوة والحزن بالعلة الغائية كالمحبة والتبني في الترتب على الالتقاط والحصول بعده. ذكره صاحب الكشاف.
  قال #: (وقد حصرت العلاقة) التي بين المدلول الحقيقي والمجازي (بالاستقراء) أي: بالتتبع لها (في تسعة عشر نوعاً) ومنهم من زاد ومنهم من نقص.
(١) عمير بن شييم بن عمرو بن عباد، من بني جشم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي: شاعر غزل فحل. كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. [مات] نحو ١٣٠ هـ. (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) اللهذم: كل شيءٍ قاطع من سنان أو سيف أو ناب: يقال: سيف لهذم حاد. المعجم الوسيط.
(٣) مُرَادُهُ بِالزَّرَّادِ: نَاسِجُ الدِّرْعِ. تمت (من أضواء البيان).