شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 528 - الجزء 1

  (بيانها) أي: بيان هذه الأنواع التسعة عشر أن نقول: (هي) أي: العلاقة إما (المشابهة) أو غيرها فإن كانت المشابهة فهي (إما في الشكل، أو بالاشتراك في الجنس أو في صفة ظاهرة) فهذه ثلاثة أقسام في النوع الأول الذي هو المشابهة:

  أما القسم الأول (فنقول) هذا («إنسانٌ» لصورة كالإنسان) في الشكل والقامة وكتشبيه الجرة الصغيرة بالكوز في مقداره وشكله.

  (و) القسم الثاني ما وجه المشابهة فيه الاشتراك في الجنس نحو قولك: («ثوبُ زيدٍ» للمشارك له في جنسه) من كونه قطناً أو حريراً ونحو ذلك من غير نظر إلى صفتهما في الطول والقصر والسواد والبياض ونحو ذلك.

  (و) القسم الثالث: ما يكون وجه المشابهة الاشتراك في صفة ظاهرة نحو قولنا: («أسدٌ» للشجاع) أي: للرجل الشجاع، فإن وجه المشابهة بينهما الاشتراك في الصفة الظاهرة وهي الجرأة أما لو أريد في تشبيه الرجل بالأسد الاشتراك في صفة خفية كالبَخَر مثلاً وهو تغير رائحة الفم فإن الاستعمال بهذا المعنى قليل⁣(⁣١).

  ومن المشابهة بالاشتراك في الصفة الظاهرة تشبيه ثوب أسود بالغراب فنقول: غراب لثوب كالغراب في السواد ونحو ذلك.

  فإن كانت العلاقة غير المشابهة فهي ما أشار إليه # بقوله: (أو تسمية الشيء باسم ما يؤول إليه) في الزمان المستقبل (كالخمر) إذا جعل اسماً (للعصير) أي: المعتصر من العنب ونحوه فإنه إنما أطلق عليه اسم الخمر اعتباراً للخمرية المستقبلة وهذا هو النوع الثاني.

  والثالث عكسه وهو قوله: (أو) تسمية الشيء (باسم ما كان عليه) في الزمان الماضي (كالعبد للعتيق) أي: لمن قد أعتق فإنما أطلق عليه اسم العبد باعتبار ما


(١) ومع ذلك لا بد من ذكر العلاقة، والله أعلم. (من هامش الأصل).