شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 555 - الجزء 1

  المعين وعلى غيره؛ لأنه (كان عاماً في كل معبود) سواء كانت عبادته حقاً أو غير حق (ثم اختص) بعد دخول الألف واللام (بالمعبود حقاً) وهو الله رب العالمين فصار لا يفهم من إطلاق لفظ الله إلا ربنا جل وعلا.

  وذلك (كالصعق) أي: لفظ الصعق فإنه صفة يوصف به كل من أصابته الصاعقة لأنه اسم موضوع باعتبار معنى فيطلق على كل من وجد فيه ذلك المعنى فلهذا (كان عاماً لمن أصابته الصاعقة) أي: المهلكة (ثم اختص) أي: لفظ الصعق لأجل الغلبة وكثرة الاستعمال (برجل) واحد من بين من أصابته الصاعقة أي: المهلكة فصار لا يفهم من إطلاق لفظ الصعق إلا ذلك الرجل وهو خويلد بن نفيل احتملته الريح وذهبت به فمات فغلب عليه اسم الصعق، قال الشاعر:

  وإن خويلداً فابكي عليه ... قتيل الريح في البلد التهام

  والصاعقة الداهية المهلكة سواء كانت من ريح أو غيرها قال تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ ١٣}⁣[فصلت]، وقال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٧}⁣[فصلت].

  (قلنا) جواباً على النحاة ومن تبعهم (ابتداء جعلها) أي: الجلالة (للباري سبحانه اسماً وقت الشرك به) أي: بالله جل وعلا (قريب من دعوى علم الغيب) الذي لا يعلمه إلا الله ø، (بل الأظهر أنها) أي: الجلالة (اسم له تعالى من قبل ذلك) الوقت يدعوه به الملائكة المقربون وغيرهم مما خلق الله ø بإلهام الله سبحانه لهم إلى ذلك وتعليمه إياهم.

  وقال الإمام يحيى # في الشامل: وأنكرت الفلاسفة أن يكون لله تعالى اسم مخصوص وقالوا: إن هذه الأسماء الجارية على الله تعالى كالقادر والعالم والسميع والبصير وغيرها إنما أطلقت بإزاء أوصاف ولوازم وعوارض، فأما حقيقة