شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

باب الاسم والصفة

صفحة 556 - الجزء 1

  الذات في حقه تعالى فإنه لا اسم لها على الخصوص.

  قال #: فأما المسلمون فاعترفوا بصحة ذلك واثبتوه وقالوا: إن لفظ الله اسم مختص بالباري وهو أعظم أسماء الله تعالى، واستدلوا على خصوصيته بالله سبحانه بأمور ثلاثة:

  أما أولاً: فلأنه لا يجوز إطلاقه على غير الله تعالى لا حقيقة ولا مجازاً بخلاف سائر الأسماء فإنه يجوز إطلاقها على غير الله كالقادر والعالم والرحيم والشكور وغيرها، وإن كان إطلاقها على الله تعالى يخالف إطلاقها على غيره.

  وأما ثانياً: فلأن هذا الاسم هو الدال على الحقيقة الجامعة للصفات الإلهية حتى لا يشذ منها شيء وسائر الأسماء كل واحد منها يدل على معنى بانفراده كالقديم والباقي والعالم والحي.

  وأما ثالثاً: فلأن الأسماء والصفات تضاف كلها إلى هذا الاسم وتعرف به فيقال: الخالق الباري المصور من أسماء الله، والعزيز والجبار المتكبر من صفات الله، ولا يقال: الله من أسماء الخالق البارئ ولا من صفاتهما.

  قال: فثبت بما ذكرناه من هذه الوجوه أن هذا الاسم هو الدال على كنه المعاني الإلهية والمفيد لأسرارها فلهذا كان موضوعاً على نفس حقيقة الذات كما قلناه.

  قال: فهذا الاسم جار مجرى العلم فإن حقيقة العلم حاصلة فيه من حيث كان إشارة إلى حقيقة بعينها ومخالف للعلم من حيث إنه لا يجوز تغييره كسائر الأعلام من نحو زيد وعمرو.

  قال: لا يقال: لو كان هذا الاسم جارياً مجرى العلم لما كان مفيداً فإن وضع الأعلام كزيد وعمرو لا يفيد فائدة قولنا: رجل وفرس، فلما كان مفيداً للمدح والتعظيم خرج عن حد الأعلام وحقيقتها.

  لأنا نقول: ولم زعمتم أن الأعلام لا تكون مفيدة لمعان فيما وضعت له فإنا إذا وضعنا اسماً على ذات موصوفة بصفات المدح مختصة بها فإن هذا الاسم يكون