باب الاسم والصفة
  وقد يراد به الفاعل أيضاً وهو الذي لا يفعل القبيح، وأفعاله كلها حسنة.
  فمعنى قولنا: إن الله تعالى عدل هو أنه منزه عن صفات النقص في أفعاله وهو أنه لا يفعل القبيح ولا يرضاه ولا يحبه ولا يريده ولا يجبر العبد عليه، ولا يكلف أحداً فوق طاقته، ولا يمنع المكلف الاستطاعة ولا يجور ولا يظلم أحداً ولا يكذب ولا يخلف الوعد ولا الوعيد.
  فمن اعتقد الله سبحانه على هذه الصفة فهو من أهل العدل، ولهذا سميت العدلية بهذا الاسم.
  ويزاد في حق المخلوق فيقال: هو من لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب وأفعاله كلها حسنة.
  وأما فائدة وصفنا لله تعالى بأنه حكيم فاعلم أنه لا يوصف بالحكمة مطلقاً من كل وجه إلا الله تعالى، والمتكلمون يطلقون هذا الوصف على الله سبحانه ويريدون معاني ثلاثة: أولها وهو الأشهر: أن المراد به أنه تعالى لا يفعل القبيح، وأفعاله كلها حسنة وعلى هذا يكون حكيم مطابقاً لقولنا: عدل في إفادتهما لهذا المعنى في حقه تعالى.
  وثانيها: أن يراد به أنه ذو حكمة في إيجاد مخلوقاته ومصنوعاته على وجه الإحكام والانتظام ومطابقة المنافع من جميع الوجوه كما اشتمل عليه عجيب خلقة الإنسان وسائر الحيوانات.
  وثالثها: أن يراد بكونه تعالى حكيماً أنه عالم بالأشياء محيط بحقائقها وتفصيلاتها. هكذا ذكر الإمام يحيى # في الشامل.
  وقد أشار الإمام # في حقيقة العدل إلى مثل ذلك بقوله: (هو لغة) أي في لغة العرب أي عرفها: (الإنصاف) للغير وتوفير حقه عليه.
  (و) هو (اصطلاحاً) أي في اصطلاح المتكلمين: (ما قال الوصي) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # لمن سأله عن التوحيد والعدل فقال: «التوحيد