(فصل): في حقيقة الحسن من أفعال العباد والقبيح منها
  قال الهادي # في كتاب البالغ المدرك: فإذا علم البالغ أن هذا هكذا وجب عليه أن يشكر المنعم فإذا علم أن شكر المنعم عليه واجب كان عليه أن يشكر المنعم وشكر المنعم عليه هو الطاعة انتهى.
  قال السيد الإمام أبو طالب(١) # في شرحه على هذا الموضع ما لفظه: وقد بين # أن شكر المنعم هو الطاعة له وهذه جملة لا تخرج عن ثلاثة أوجه وهي: اعتقاد وقول وفعل مع الإصابة والاجتهاد.
  ثم قال: وشكر الله تعالى على أربعة أوجه بالقلب واللسان والجوارح تشترك في ذلك باجتناب المعاصي وأداء الفرائض والفاسق لا يكون شاكراً.
  قال: وروي عن بعض الصالحين أنه سئل عن الشكر فقال: أن لا تستعين بنعمة من نعمه على معاصيه.
  وقال الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة: اعلم أن العقل الضروري يحكم بوجوب شكر المنعم وأن شكر المنعم حسن وأن كفر النعمة قبيح.
  وفي الشاهد أن إنساناً لو أنعم على ملحد وأحسن إليه أن الملحد يشكره
(١) الإمام الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين. قام # بعد وفاة أخيه الإمام المؤيد بالله. وقبضه الله سنة أربع وعشرين وأربعمائة، عن نيف وثمانين سنة. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار). وقال في الشافي: فإنه لما توفي المؤيد بالله قام ودعا إلى دين الله وأجابه الفضلاء والعلماء بسهول البلاد الجيلية والديلمية وجبالها وانتشرت بيعته في الآفاق وكان تلو أخيه # في الفضل والشرف والعلم والشجاعة والزهد والورع والسخاء وحسن السيرة والسياسة ونشر العدل ولم يبق من فنون العلم فن إلا طار في أرجائه وسَبَح في أثنائه، وله تصانيف جمة في الأصول والفروع، مثل: كتاب المبادئ في علم الكلام، وكتاب المجزي في أصول الفقه، وكتاب التحرير في فروع الفقه وعلوم أهل البيت، وشرحه باثني عشر مجلد، ولم يكن شغله في مدة حياته إلا نشر العلم وتجديد رسوم الإسلام إلى أوان قيامه # ثم اشتغل بصلاح الأمة وإنفاذ أحكام الله تعالى وجهاد الظالمين ومنابذة الفاسقين وعبادة الله حتى أتاه اليقين. (انتهى باختصار).