شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم أفعال العباد

صفحة 38 - الجزء 2

  والصوت وهو متولد عن الاعتماد بشرط الصكة.

  والألم وهو متولد عن الكون بشرط انتفاء الصحة.

  فحصل من هذا أن جميع الأسباب ثلاثة فقط: النظر والاعتماد والكون، وأن جَميعَ المسبباتِ الستةُ المذكورة، وما عداها فلا يكون إلا مبتدأ⁣(⁣١) إلا أن الثلاثة المتأخرة وهي التأليف والأصوات والألم لا يصح أن توجد من فعلنا إلا متولدة فقط، ولا يصح منا ابتداؤها البتة فأما من الله فتصح مبتدأة ومتولدة.

  قال النجري: وعكسها العلم فإنه لا يصح من الله تعالى على ما ذكره بعض المتأخرين واختاره الإمام المهدي # إلا مبتدأ وأما منا فيصح مبتدأ ومتولداً كما تقدم.

  وبقي اثنان من الستة: الكون والاعتماد فيصحان منا ومنه تعالى مبتدأين ومتولدين.

  وقد جمع الإمام المهدي # المُسَبَّبات الستة في قوله:

  الكون ثم الاعتماد مسبَّبٌ ... والصوت والتأليف والآلام

  ثم العلوم وللثلاثة قبلها ... حكم أحاط بعلمه العلام

  هو كونهن مسببات دائماً ... مهما تولَّى فعلها الأجسام

  انتهى ما ذكره النجري في شرحه على مقدمة الإمام المهدي #.

  وقال (ابن الولهان⁣(⁣٢): فعل المعصية ليس من العبد بل من الشيطان يدخل في العبد، فيغلبه على جوارحه، ويتصرف فيها) على حسب إرادته


(١) أي سواءً كان سبباً كالثلاثة المتقدمة، أو غير سبب كسائر أفعال القلوب. (من هامش الأصل).

(٢) قال في هامش نسخة مخطوطة من نسخ الشرح الصغير: هو أشعث بن عبدالملك من أصحاب الحسن البصري، مات سنة ست وأربعين ومائة اهـ. وأشعث هذا كما في تهذيب الكمال للمزي: أشعث بن عبدالملك الحمراني أبو هاني البصري، منسوب إلى حمران مولى عثمان بن عفان. (باختصار).