تنبيه:
  (و) أما (أفعال العباد) فإنها (أفعال جارحة) أي أفعال بجارحة وجوارح الإنسان أعضاؤه التي يكتسب بها وهي آلات له كاليد والعين وغيرهما (وأفعال قلب) وهي كالعلم والظن والمحبة والكراهة.
  (وهي) أي أفعال العباد (أعراض فقط) إذ هي إما حركة أو سكون أو نحوهما كأفعال القلوب، ويستحيل من العباد إحداث الأجسام وبعض الأعراض أيضاً كالألوان والطعوم والروائح [والحرارة، خلافاً لبشر بن المعتمر وبعض البغدادية قالوا: كتبييض الناطف(١)](٢).
  قال (الجمهور) من أئمتنا $ والمعتزلة وغيرهم: (والأفعال كلها) سواء كانت من الله سبحانه أو من المخلوقين (مبتدأ ومتولد) والمتولد هو المسبب وهو من أفعال العباد الفعل الموجود بالقدرة بواسطة سواء كان مباشراً كالعلم أو غير مباشر كتحريك الغير والمباشر هو ما فعل في محل القدرة سواء كان متولداً كالعلم أو لا كالاعتماد وهو من أفعال الله تعالى المُسبَّب والمباشر من فعله تعالى هو المفعول بغير واسطة، وقد سبق ما حكاه الإمام المهدي # في تعريف المبتدأ والمتولد والمباشر وغيره في الفصل الذي قبل هذا الفصل فليرجع إليه.
تنبيه:
  قال الأكثر: وتصح التوبة من المتولد بعد وجود سببه وإذا صحت وجبت لأنها من الواجبات المضيقة.
  وقال عباد: لا تصح إلا بعد وقوعه.
  قلنا: ما وجد سببه كالواقع إذ يخرج عن كونه مقدوراً.
  وقال الشيخ (أبو علي) الجبائي واسمه محمد بن عبدالوهاب: (لا متولد في
(١) الناطف: ضرب من الحلوى يصنع من اللوز والجوز والفستق ويسمى أيضاً القبيط. (المعجم الوسيط).
(٢) ما بين المعقوفين مذكور في هامش الأصل، وثابت في (ب) أصلاً.