شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[المقدمة]

صفحة 65 - الجزء 1

  كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى»⁣(⁣١) ونحوه.

  (إلى يوم الدين) أي: كل من كان ويكون من بعدهم متبعين لطريقتهم إلى يوم الدين أي: يوم الجزاء وهو يوم القيامة.

  (من أهل ملته) أي: من أهل ملة رسول الله ÷ والملة بكسر الميم الدين والشريعة، قال # فيما كان جمعه من الشرح: فإن قيل: ولم قلت: وعلى أتباعهم ولم تقل: وعلى أتباعه أي: أتباع محمد؛ لأن من تبع محمداً فقد نجا، ولا يحتاج إلى أن يتبع غيره؟

  قلت وبالله التوفيق: إن اتباع جماعة عترته ÷ من بعده فرض مفروض لقوله ÷: «إني تارك فيكم» ونحوه مما يفيد العلم فكان المتبع لهم هو المتبع لرسول الله ÷ في جميع ما شرعه الله وافترضه حقاً وكان حقيقاً بأن يصلى عليه.

  قال #: فإن قيل: فإذا كان اتباعهم اتباع رسول الله حقاً فما الفائدة في أن لا تقول: وأتباعه؟

  قلت وبالله التوفيق: لذلك فائدتان: الأولى: لأنه يجب الاعتزاء إليهم، ولقوله


(١) رواه الرازي في تفسيره، وابن كثير في تفسيره، والنيسابوري في تفسيره، والسيوطي في الدر المنثور، ورواه الحاكم في المستدرك وصححه، والطبراني في الثلاثة، وأحمد بن حنبل في الفضائل، والبزار في مسنده، والشهاب القضاعي في مسنده، والدارقطني في المؤتلف والمختلف وفي العلل، وابن أبي شيبة في مصنفه عن علي # موقوفاً، ورواه أبو نعيم في الحلية، والدولابي في الكنى والأسماء، والخطيب في تاريخ بغداد، وأبو الشيخ في الأمثال، وابن عدي في الكامل، والمحب الطبري في ذخائر العقبى، وابن المغازلي في مناقبه، والزرندي في نظم الدر، وابن البطريق في العمدة، وابن قتيبة في عيون الأخبار، والآجري في الشريعة، والفاكهي في أخبار مكة، وابن عبدالبر في الإنباه وغيرهم. وقال ابن حجر في الصواعق: وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً: «إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ... إلخ»، وقد رواه هؤلاء وغيرهم عن جماعة من الصحابة منهم علي # وابن عباس وأبو ذر وأبو سعيد الخدري وسلمة بن الأكوع وأبو الطفيل وأنس بن مالك وابن الزبير.