[المقدمة]
  ÷ في علي: «خذوا بحجزة هذا الأنزع ..»(١) الخبر، أي: اتبعوه، وقوله ÷ في سائر عترته: «تعلموا منهم ..»(٢) الخبر ونحو الخبرين مما يفيد العلم.
  والثانية: رفع وهم من يتوهم أن من خالفهم وادعى اتباعه لمحمد ÷ في جميع ما شرعه الله وافترضه داخل في جماعة المقصودين بالصلاة عليهم. انتهى.
  وهذا الذي ذكره الإمام # في معنى الصلاة على النبي ÷، ولعله # أراد بها المعنى العام أي: الرحمة المطلقة ولهذا قرن الصحابة والتابعين الراشدين بالنبي ÷ فيها، أو أنه # يرى الإلحاق به ÷ في الصلاة عليه مطلقاً، ومثل هذا سلك الهادي # في الأحكام.
  وقال الإمام شرف الدين # في خطبة الأثمار: «وإلحاق الآل بالنبي ÷ من تمام الصلاة عليه التي هي بمعنى الإجلال والتعظيم؛ لأن النبي ÷ طلب من الله سبحانه إلحاق آله به كما ألحق آل إبراهيم به في الصلاة عليه فلا يكون التشبيه في الصلاة على آل إبراهيم مفيداً لكونها أفضل من الصلاة على محمد ÷؛ لما أشرنا إليه من أنه لم يطلب إلا إلحاق آله به كإبراهيم فجعل
(١) رواه الإمام الحسن (ع) في انوار اليقين عن محمد الباقر عن آبائه (ع) عن النبي (ص وآله) ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين كذلك.
(٢) رواه الإمام عبد الله بن حمزة (ع) في الشافي، والسيد حميدان (ع) في مجموعه عدة روايات، وفي إحداها عن الإمام عبد الله بن حمزة (ع) أنه قال: لما روينا عن آبائنا الطاهرين سلام الله عليهم عن جدهم خاتم النبين ... إلخ، وفي بعضها: لما روينا بالإسناد الموثوق به، ورواه المرشد بالله (ع) في الأمالي بلفظ: «لا تعلموا أهل بيتي فهم أعلم منكم»، والإمام القاسم بن إبراهيم (ع) في الكامل المنير من جملة حديث الثقلين بلفظ: «فلا تعلموا أهل بيتي الخ»، والهادي بن إبراهيم الوزير في هداية الراغبين بلفظ: «أهل بيتي أئمة الهدى، قدموهم ولا تقدموهم، وأمّروهم ولا تأّمروا عليهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم»، وأفاد أنه رواه الإمام الهادي (ع)، ورواه أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح من جملة حديث الثقلين في خبر الوفاه، ورواه الطبراني من جملة حديث الثقلين بلفظ: «وتعلموا منهما ولا تعلموهما» أي: الكتاب والعترة، وأخرجه السيوطي في الدر المنثور، والهندي في كنز العمال.