[المقدمة]
  منها ومن تمامها شمولها لأهل بيته، لعود ذلك إلى كمال تعظيمه المراد لله سبحانه(١).
  قال: والحق في الصلاة على غير النبي ÷ أنها على قسمين: أحدهما: أن يكون المراد بها الثناء العظيم والإجلال من الله سبحانه الكريم كما في الصلاة المأمور بها عليه ÷ في القرآن الكريم، والسنة المتواترة، المبينة في الأحاديث المشهورة المتظاهرة، التي ورد فيها أحاديث الفضائل المتكاثرة، وهي بهذا المعنى تختص بالنبي ÷ وقد فسرها ÷ بما فسر وجعل من تمامها الصلاة على آله بذلك المعنى؛ إذ تعظيمهم من تمام تعظيمه ÷ كما كان في حق جده وجدهم إبراهيم صلى الله على محمد وآل محمد وإبراهيم وآل إبراهيم وعلى
(١) وقد جعل النبي (ص وآله) إلحاق الآل من جملة الصلاة عليه، وأمر بذلك عندما نزلت: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ}[الأحزاب: ٥٦] ... إلخ. وسألوه أن يبين لهم كيفية الصلاة عليه فقد روى البخاري في صحيحه في باب قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ..} الآية [الأحزاب: ٥٦]، عن كعب بن عجرة قيل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه؛ فكيف الصلاة؟ قال: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ... إلخ»، ورواه عن كعب مسلم في صحيحه وروى عن أبي مسعود الأنصاري من جملة حديث وفيه: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يارسول الله فكيف نصلي عليك؟ ... إلى أن قال (ص وآله): «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... الخ)، وروى حديث أبي مسعود وحديث كعب الترمذي في سننه وصححها وأحمد بن حنبل في مسنده وابن حبان في صحيحه وعبدالرزاق في مصنفه والبيهقي في سننه والدارمي في سننه والنسائي في سننه وروى حديث الصلاة بذكر النبي والال (ص وآله) أبو داوود في سننه عن كعب وعن عقبة بن عمرو وهو أبو مسعود وابن ماجه في سننه وابن الجعد في مسنده كلاهما عن كعب، ورواه عن أبي مسعود مالك في الموطا والشافعي في السنة، ورواه عن موسى بن طلحة عن أبيه أبو يعلى في مسنده والبزار في مسنده والضياء في المختارة، ورواه النسائي في سننه عن أبي هريره وزيد بن خارجة، وغير ذلك كثير جداً، وكل هذه الروايات تلحق الآل وتجعلها من جملة الصلاة على رسول الله (ص وآله) بأمر رسول الله (ص وآله)، وروى كيفية الصلاة عليه (ص وآله) أحمد بن حنبل في مسنده عن بريدة الأسلمي.