(فصل): في وصف الله سبحانه بالرضا والمحبة والولاية والكراهة ونحوها
  لا يصح تأثيرها فيه سميت محبة لا إرادة، وإن أطلق عليها لفظ الإرادة فهو تجوز.
  قلنا: هذا دعوى على أهل اللغة، والله أعلم.
(فصل): في وصف الله سبحانه بالرضا والمحبة والولاية والكراهة ونحوها
  (و) اعلم أن (رضا الله ومحبته والولاية) التي (بمعنى المحبة) لا الولاية التي بمعنى ملك التصرف فهذه الثلاثة معناها في حق الله سبحانه وتعالى واحد وهو: (الحكم باستحقاق) العبد (الثواب قبل) حصول (وقته) أي وقت إيصال الثواب إليه.
  (وإيصاله) أي الثواب (إليه) أي إلى العبد (في وقته) أي في دار الآخرة.
  وقالت المعتزلة: بل هي في حقه تعالى بمعنى الإرادة فإذا علقت بالفاعل فقيل رضي الله عن فلان أو والاه أو أحبه فمعناه أراد نفعه وكره ضره، وإذا علقت بالفعل فمعناه أراده فقط.
  قلنا: هذا بناء على اصل فاسد.
  (والكراهة) هي (ضد المحبة) في الشاهد والغائب.
  (وتحقيقها) في حق الله تعالى: (الحكم) من الله سبحانه (باستحقاق) العبد (العذاب قبل) حصول (وقته) أي قبل حصول الآخرة، وذلك وقت ارتكابه المعصية.
  (وإيصاله) أي العذاب (إليه) أي إلى العبد (في وقته) أي في الآخرة.
  (والسخط) من الله (بمعنى الكراهة) فمعناه معناها، وكذلك البغض والغضب.
  وأما معنى هذه الألفاظ في الشاهد فهي بمعنى الإرادة، والكراهة في الشاهد.
  وروي عن أبي علي في قديم قوليه: أنه جعل الرضا والسخط معنيين غير الإرادة والكراهة.