[المقدمة]
  الملائكة أجمعين والأنبياء والمرسلين وقد وردت الأدلة بوجوبها على النبي ÷ بكمالها وتمامها.
  قلت: والمراد بكمالها وتمامها إتباع الصلاة على الآل لما روي عن النبي ÷ أنه قال: «لا تصلوا علي الصلاة البتراء» فقالوا: وكيف الصلاة البتراء؟ فقال ÷: «هي أن تصلوا علي ولا تصلوا على آلي»(١) أو كما قال.
  رجع: قال #: والمعنى الثاني من معنى(٢) الصلاة هي الصلاة التي بمعنى الدعاء بالرحمة والمغفرة والبركة وحسن المجازاة ونحو ذلك وهي بهذا المعنى لا تختص بأحد من المؤمنين دون أحد فكلما قامت فيه قرينة على أن المراد به معنى الصلاة على ما في القسم الأول أو موهمة لإرادته لم يجز إطلاقه على غير الأنبياء، ومن تمام الصلاة عليهم ما هو من تمام تعظيمهم وما قامت فيه قرينة على أن المراد به معناها على ما في القسم الثاني جاز إطلاقه على سائر المؤمنين، وهذا واضح جلي من الأدلة المذكورة وغيرها.
  إلى أن قال #: وقد دل الدليل القاطع على أن الصلاة على الآل من تمام الصلاة على النبي ÷ ولم يكن في ذكر الأئمة الراشدين المختصين بوجوب الطاعة واستحقاق الخلافة الحقّ للرسول ÷ إلا ذكر الخصوص بعد العموم لغرض صحيح مراد لله سبحانه ولمن فعل مراد الله سبحانه وتعالى منه كقوله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَائِلَ فَإِنَّ اَللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ٩٧}[البقرة]. انتهى.
  (وبعد) أي: بعدما تقدم من الحمد لله والثناء عليه والصلاة على النبي وآله
(١) رواه في الكامل المنير حيث قال مع قول النبي ÷ لا تصلوا علي الصلاة البتراء ... الخ، ورواه المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي فقال: روينا عن أبينا ÷ مسنداً أنه قال ... إلخ، ورواه الخركوشي في شرف المصطفى، وذكره الهيثمي في الصواعق المحرقة.
(٢) كذا في الأصل، ولعلها: معنيي. والله أعلم.