[المقدمة]
  الأطهار وأصحابه الأخيار وأتباعهم الأبرار.
  (فإنه) أي: الشأن العظيم (لما كان علم الكلام) أي: العلم الذي هو الخوض في معرفة الله سبحانه وتوحيده وعدله وما يلحق بذلك سمي علم الكلام لكثرة الكلام فيه ومجادلة المبطلين فيه (هو أجل العلوم) الإسلامية (قدراً) أي: تعظيماً إذ يطلق القدر على التعظيم قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}[الأنعام: ٩١]، أي: ما عظموه حق تعظيمه.
  (وأعظمها) أي: أعظم العلوم (حظاً) أي: كونها عند الله وعند أوليائه أعظم محظوظ أي: مرغوب إليه، هكذا ذكره #.
  (وأكبرها) أي: أكبر العلوم بالباء المعجمة بواحدة من أسفل كذا ذكره # (خطراً) أي: شيئاً خطيراً أي: عظيماً ذكره #، قلت: قال في الصحاح: الخطر الإشراف على الهلاك يقال: خاطر بنفسه، والخطر السبق الذي يتراهن عليه، وقد أخطر المال أي: جعله خطراً بين المتراهنين، وخطر الرجل أيضاً: قدره ومنزلته، وهذا خطر لهذا وخطير أي: مثله في القدر.
  (وأعمها) أي: أعم العلوم (وجوباً) من حيث إنه يجب على كل مكلف ألا يخل بما لا بد منه من معرفة الله سبحانه وصدق المبلغ ~ وعلى آله، وصدق الوعد والوعيد وما يلحق بذلك.
  (وأولاها إيثاراً) أي: أحقها بالإيثار وهو التقديم، وإنما كان أولاها؛ لأنه في معرفة المالك المنعم، وشكر المنعم واجب عقلاً، ولا يتم شكره إلا بعد معرفته فمعرفته تعالى أصل المعارف كلها، ولقوله ÷ للسائل الذي سأله فقال: علمني من غرائب العلم ... الخبر»(١).
(١) رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي عن ابن عباس، وروى قريباً منه أبو نعيم في الحلية عن عبدالله ابن المسور، وابن عبدالبر في جامع بيان العلم، والغزالي في إحياء علوم الدين، ووكيع في كتاب الزهد.