شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل) في تعلق الإرادة بالكائنات

صفحة 106 - الجزء 2

  الرسول كما زعموا لكان دوراً محضاً وهذا باطل فيبطل القول بأن خبر الرسول دال على صدق الله تعالى.

  وأما ما يتعلق بالحروف والأصوات فقال لإمام يحيى #: اعلم أن المتكلمين يذكرون في اثناء كلامهم في إثبات كونه تعالى متكلماً أموراً تتعلق بالحروف والأصوات.

  قال: ونحن نرى أن نفردها بنظر وحدها تنزيهاً للصفات الإلهية والسمات الربوبية عن الكلام في صفات المحدثات وأحكام المخلوقات فلا نمزج أحدهما بالآخر فنذكر ما تمس إليه الحاجة وما يخص الأصوات ثم ما يخص الحروف.

  أما ما يخص الأصوات فاعلم أن الصوت هو من الأمور المدركة فلا يمكن تعريفه بشيء؛ لأنه من أظهر المدركات.

  ومن المتكلمين من زعم أن الصوت عبارة عن اصطكاك الأجسام الصلبة، ومنهم من عرفه بغير ذلك وكل ذلك فاسد.

  وأما جنسه فهو من قبيل الأعراض.

  وحكي عن إبراهيم النظام أن الصوت من قبيل الأجسام.

  قال الإمام يحيى #: وعندي أن هذا وهم في النقل عنه ولعل سبب الوهم هو أن النظام لما كان مذهبه في الصوت أنه لا يدرك إلا بوصول الهواء الحامل له إلى سطح الصماخ فلما ذهب إلى هذا المذهب ظن الناقل من أجل ذلك إلى أنه يذهب إلى أن الصوت جسم وعلى هذا يكون قوله مطابقاً لقول غيره من المتكلمين في كونه من قبيل الأعراض.

  وأما كيفية إدراكه فقد ذهب أكثر المتكلمين إلى أن إدراك الصوت إنما هو في محله من غير حاجة إلى انتقال محله.

  وقد حكي عن أبي إسحاق النظام أن الشرط في إدراكنا للصوت إنما هو بانتقال محله وأنه لا يدرك سمعاً إلا بوصول الهواء الحامل له إلى سطح الصماخ.