شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني الهدى]

صفحة 108 - الجزء 2

  وإنما ترك الإمام # ذكر هذه المسائل لأنه قد ذكر فيما سيأتي في النبوات إن شاء الله تعالى وصف الله سبحانه بكونه متكلماً وذكر هناك حدوث كلامه وأنه مخلوق.

  وذكر في كتاب العدل أنه تعالى حكيم لا تجوز عليه صفات النقص، ودخل في ذلك وصفه تعالى بكونه صادقاً والله أعلم.

(فصل): في بيان معاني كلمات من المتشابه

  أي متشابه القرآن الذي يوهم ظاهره خلاف المعنى المقصود منه ويحتج به أهل الزيغ والضلال كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}⁣[آل عمران: ٧].

[معاني الهدى]

  و (اعلم أن) المتشابه في القرآن كثير وكذلك في السنة أيضاً فمن ذلك (الهدى) فإنه في أصل وضع اللغة (بمعنى الدلالة) والإرشاد (والدعاء إلى الخير) كما قال الله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ١٢}⁣[الليل]، و (قال تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ}) أي دعوناهم إلى الخير ودللناهم عليه بما ركبنا فيهم من العقول وأرسلنا إليهم من الرسل ({فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى}) وهو الكفر فاتبعوه وآثروه ({عَلَى الْهُدَى}) [فصلت: ١٧]، وهو الإيمان بالله وفعل طاعته واجتناب معاصيه.

  (و) قد يكون الهدى أيضاً (بمعنى زيادة البصيرة) وهي التبصر فيما يقرب إلى الله سبحانه وذلك (بتنوير القلب) أي بتوفيقٍ لفعل الطاعات واجتناب المقبحات ومحبة لذلك وتأييد عليه (بزيادة) من الله سبحانه للمهتدي (في العقل) أي في عقله الذي هو من أجلّ النعم على العباد والعقل لما كان يوصل إلى أسنى المقاصد شبه بالنور لما كان النور يوصل صاحبه إلى ما يريد وذلك كما