(فصل): في بيان معاني كلمات من المتشابه
  (جزاء على أعمالهم) التي عصوا الله سبحانه بها في الدنيا.
  قالت (العدلية): و (لا) يجوز أن يقال: إن الله يغوي الضلال (بمعنى صرفهم عن طريق الحق) إلى طريق الضلال والباطل لأن ذلك ينافي عدله وحكمته تعالى (خلافاً للمجبرة) فإنهم جوزوا ذلك لما قد عرف من مذهبهم.
  (قلنا) رداً عليهم: (ذلك) المذهب الذي ذهبتم إليه (ذم لله تعالى) وسب له جل وعلا حيث نسبتم إليه القبائح، (وتزكية لإبليس لعنه الله) وتنزيه له مما هو فعله ودأبه (كما مر) آنفاً.
  (والفتنة في لغة العرب) تكون لمعان أيضاً:
  (بمعنى المحنة) والتمحيص (كما قال ÷: «سيأتي من بعدي فتن متشابهة كقطع الليل المظلم فيظن المؤمنون أنهم هالكون عندها ثم يكشفها الله بنا أهل البيت ...» الخبر) أي عليك بالخبر فخذ تمامه، وتمامه: «برجل من ولدي خامل الذكر، لا أقول خاملاً في حسبه ودينه وعلمه ولكن بصغر سنه وغيبته عن أهله واكتتامه في عصره»(١). ولعله # يشير بذلك إلى المهدي #.
  والفتن هاهنا بمعنى المحن وهي الشدائد.
  (و) قد تكون الفتنة أيضاً (بمعنى الاختبار) والتمييز كما (قال تعالى): {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢ (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا ...} الآية، أي: اختبرناهم) أي ميزنا بعضهم من بعض، بما يظهر من أعمالهم عند الشدائد (بالتكاليف) الصعبة، (والشدائد) من الخوف والجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات ونحو ذلك فليعلمن الله الذين صدقوا في إيمانهم وصبروا في
(١) رواه الإمام الحسين بن القاسم العياني # في مجموعه، وذكره السيد حميدان # في مجموعه.