[معنى الطبع والختم والغشاوة والتزيين]
  أي ليظهرن متعلق العلم ومثل هذا كثير في القرآن الكريم.
  ولما انتهى ما أراد # ذكره في التنبيه من تفسير معنى الاختبار في حق الله سبحانه وتعالى عاد إلى تمام الكلمات المتشابهة التي أراد ذكرها، فقال #:
[معنى الطبع والختم والغشاوة والتزيين]
  (والطبع والختم) اللذان ذكرهما الله سبحانه وتعالى في القرآن لهما معانٍ، قد يكونان (بمعنى التغطية)، يقال: طبع الإناء أي غطاه وكذلك ختمه.
  (و) قد يكون (بمعنى العلامة)، يقال: طبع على الشيء إذا جعل عليه علامة وكذلك ختمت عليه وختمت الكتاب ختماً فهو مختوم، وختم الله بخير، وختمت القرآن بلغت آخره. ذكر هذا في الصحاح.
  وقال أيضاً: الطبع السجية التي جبل عليها الإنسان وهو في الأصل مصدر، والطبيعة مثله، وكذلك الطباع، والطبع الختم وهو التأثير في الطين ونحوه، والطابَع بالفتح الخاتم، والطابِع بالكسر لغة فيه، وطبعت على الكتاب أي ختمت، وطبعت السيف والدرهم أي عملت، وطبعت من الطين جرة.
  قالت (العدلية: ولا يجوز أن يقال: إن الله [تعالى(١)] ختم على قلوب الكفار وطبع بمعنى غطى) عليها ومنعها من وصول الإيمان إليها لأن ذلك قبيح ينافي التمكين والعدل والله يتعالى عن القبيح علواً كبيراً لعلمه بقبحه وغناه عنه، وقد نص على تنزيه ذاته جل وعلا بقوله: {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٢٩}[ق]، {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ٧٦}[الزخرف]، وغير ذلك كثير.
  (خلافاً للمجبرة) فإنهم جوزوا ذلك لما قد عرفت من مذهبهم.
  (قلنا) رداً عليهم: إن الله سبحانه (أمرهم) أي الكفار بالإيمان والطاعات (ونهاهم) عن الكفر والمقبحات وذلك لا يكون إلا للعقلاء السامعين
(١) ما بين المعقوفين مثبت من المتن.