[معنى الطبع والختم والغشاوة والتزيين]
  المتمكنين من الفعل الذين هم (عكس من لم يعقل نحو المجانين إذ) لو كان تعالى قد غطى على قلوبهم وختم على أسماعهم لكانوا كالمجانين أي لم يعقلوا ولم يسمعوا، و (خطاب من لا يعقل صفة نقص) على من خاطبه (والله سبحانه يتعالى عنها).
  وقال (بعض العدلية) كالإمام المهدي # وغيره: (ويجوز) أن يكون الطبع والختم من الله (بمعنى) أنه تعالى (جعل علامة) في قلب الكافر أو الفاسق إما نقطة سوداء أو غيرها وإنها تكثر بكثرة ارتكاب المعصية حتى يسود القلب جميعاً.
  قالوا: وهو الرين الذي ذكره الله في الكتاب العزيز.
  قالوا: ومع اسوداد القلب لا يقبل الإيمان.
  قالوا: وتلك العلامة ليتميز بها الكافر والفاسق للملائكة $ من غيرهما، ولا بد أن يكون في ذلك نوع لطف للملائكة أو غيرهم.
  قالوا: وتكون علامة المؤمن نكتة بيضاء لقوله تعالى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}[المجادلة: ٢٢]، ويؤيد ذلك قول علي # المذكور في نهج البلاغة: «إن الإيمان يبدو لمظة في القلب كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة» قال الرضي: واللمظة(١) مثل النكتة أو نحوها من البياض.
  قال #: (وفيه) أي فيما ذهب إليه بعض العدلية (نظر) وذلك (لأنها) أي العلامة (إن كانت للحفظة $) كما قالوه (فأعمال الكفار) والفساق (أوضح منها) أي من تلك العلامة (مع أنهم) أي الملائكة (لا يرون ما واراه اللباس من العورة) التي يجب على المكلفين سترها (كما ورد) عن
(١) قال في هامش نسخة (أ) المخطوطة من نسخ الشرح الصغير في مثل هذا الموضع ما يلي: في القاموس: واللمظة بالضم: بياض في جحفلة الفرس السفلى، وفيه: والجحفلة بمنزلة الشفه للخيل والبغال والحمير. تمت منه. مجدالدين بن محمد المؤيدي.