شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني القضاء]

صفحة 130 - الجزء 2

[معاني القضاء]

  (والقضاء) في اللغة يكون لمعان:

  (بمعنى الخلق) والتقدير كما (قال تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ) فِي يَوْمَيْنِ}⁣[فصلت: ١٢]، أي: خلقهن وقدرهن.

  ومنه قول أبي ذؤيب:

  وعليهما مسرودتان قضاهما ... داود أو صنع⁣(⁣١) السوابغ تبع

  يقال: قضاه أي صنعه وقدره.

  (و) قد يكون القضاء (بمعنى الإلزام) والحكم كما (قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}⁣[الإسراء: ٢٣])، أي ألزم وحكم.

  وتقول: قضى القاضي بكذا أي حكم وألزم.

  (و) قد يكون (بمعنى الإعلام) والإنهاء كما (قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤}⁣[الإسراء]) أي أعلمناهم وأنهينا إليهم ذلك.

  ومنه: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ ...} الآية [الحجر: ٦٦].

  وقد يكون بمعنى الفراغ تقول: قضيت حاجتي، وضربه فقضى عليه أي قتله كأنه فرغ منه، وسُمٌّ قاضٍ أي قاتل، وقضى نحبه أي مات، وقد يكون بمعنى الأداء تقول: قضيت ديني.

  إذا عرفت ذلك (فيجوز أن يقال: الطاعات بقضاء) من (الله بمعنى إلزامه) وحكمه بوجوبها على عباده و (لا) يجوز أن يكون (بمعنى) أنه تعالى (خلقها) أي خلق الطاعات في المطيعين.

  (خلافاً للمجبرة) فإنهم حكموا وأوجبوا أن الله خلق أعمال المكلفين طاعة


(١) صنع: بمعنى صانع. تمت (من هامش الأصل).