شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني القدر]

صفحة 131 - الجزء 2

  كانت أو معصية، وأن كل واقع فهو مراد لله وهو فاعله على ما قد تكرر من مذهبهم، وعرف من عقائدهم.

  (قلنا) جواباً عليهم: (صحة الأمر) من الله تعالى (بها) أي بالطاعات للمكلفين (و) صحة (النهي) منه تعالى لهم (عن تركها ينافي خلقه لها ضرورة) أي معلوم ذلك بضرورة العقل، فلو خلقها لم يأمر بها ويعدهم على ذلك الثواب العظيم في جنة عرضها السماوات والأرض ولم ينههم عن تركها ويوعدهم على ذلك ناراً وقودها الناس والحجارة.

  وكيف يثيب العبد أو يعاقبه على ما لم يكن له فيه فعل ولا اختيار.

  (وأيضاً هي) أي الطاعات (تذلل) من العبد لمالكه وهو الله رب العالمين الذي أمره بها (فيلزم) حيث جعلوها خلقاً لله (أن يجعلوا الله متذللاً) لفعله التذلل.

  (وذلك) أي القول بأنه تعالى متذلل (كفر) على كفر أول وهو سبهم لله تعالى بنسبة القبائح إليه وكل واقع.

  وقالت (العدلية: ولا) يجوز أيضاً أن يقال: إن (المعاصي) بقضاء من الله (بمعنى خلقها) في العباد (بقدرته أو ألزم) وحكم (بها) عليهم؛ لأن الله سبحانه لا يفعل القبيح ولا يأمر بالفحشاء (خلافاً للمجبرة) فإنهم جوزوا ذلك عليه تعالى عن مقالتهم علواً كبيراً.

  (لنا) عليهم: (ما مر)، فلا وجه لإعادته.

[معاني القدر]

  (والقدر) في اللغة له معان:

  (بمعنى القدرة والإحكام) كما (قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}⁣[القمر: ٤٩])، أي: كل شيء مخلوق لنا فهو بتقدير وإحكام وترتيب عجيب على حسب مقتضى الحكمة. وقرئ «بقدر» بفتح الدال وسكونها، ذكره في الكشاف.