شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[معاني القدر]

صفحة 132 - الجزء 2

  وأما قوله #: بمعنى القدرة فلعله أراد أن الفاعل المرتب للفعل المحكم له لا بد أن يكون قادراً والله أعلم.

  (و) قد يكون القدر (بمعنى العلم) كما (قال تعالى: {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}⁣[الشورى: ٢٧])، أي بعلم منه، ويجوز أن يكون المعنى بتقدير منه.

  (و) قد يكون القدر (بمعنى القدر) بسكون الدال كما (قال تعالى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}⁣[الرعد: ١٧])، أي بقدْرها وهو مقدارها.

  (و) قد يكون القدر (بمعنى الإعلام) كما (قال العجاج)⁣(⁣١):

  (واعلم بأن ذا الجلال قد قدر) - أي أعلم - ... (في الصحف الأولى التي كان سطر)

  أي في الكتب السماوية، وبعده:

  أمرك هذا فاجتنب منه النتر ... ......................

  وهو بالنون والتاء المفتوحة المثناة من أعلى الفساد والضياع. ذكره في الصحاح.

  (و) قد يكون القدر (بمعنى الأجل) كما (قال تعالى): {أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ٢٠ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ٢١ (إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢٢}⁣[المرسلات]) أي إلى أجل معلوم.

  (و) قد يكون القدر (بمعنى الحتم) كما (قال تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا}⁣[الأحزاب: ٣٨])، أي: حتماً محتوماً لازماً.

  قال في الصحاح: قدْر الله وقدَره بمعنىً قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}⁣[الأنعام: ٩١]، أي ما عظموه حق تعظيمه، والقَدْر والقَدَر أيضاً ما يقدره الله


(١) عبدالله بن رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي، أبو الشعثاء، العجاج: راجز مجيد، من الشعراء. ولد في الجاهلية وقال الشعر فيها، ثم أسلم، وعاش إلى أيام الوليد بن عبدالملك، ففلج وأقعد. وهو أول من رفع الرجز، وشبهه بالقصيد. وكان لا يهجو. وهو والد رؤبة الراجز المشهور أيضا. له ديوان - ط في مجلدين. (الأعلام للزركلي).