[معنى قدر المشدد]
  (وبمعنى: بيّن، يقال: قدر القاضي نفقة الزوجة والقريب، أي: بينها) بالجنس والصفة والمقدار.
  (وبمعنى: قاس وماثل)، كما (يقال: قدرت هذا) الثوب (على ذاك أي قسته به وجعلته مثله) إما في كل أوصافه أو في بعضها.
  (وبمعنى فرض)، كما (يقال: قَدِّرْ ما شئت، أي: اِفْرِضْ وأَوْجِبْ) ما شئت.
  إذا كان كذلك (فيجوز أن يقال: إن الله قدر الطاعة بمعنى فرضها) وأوجبها عليهم (وقدر الطاعة والمعصية بمعنى بينهما) للعباد مع نصب القرينة كما مر.
  قالت (العدلية): و (لا) يجوز أن يقال إن الله قدر الطاعة والمعصية (بمعنى خلقهما) في العباد؛ لأن ذلك ينافي أمره ونهيه فيهما والثواب والعقاب عليهما عكس الصور والألوان التي هي فعله تعالى (خلافاً للمجبرة) فإنهم جوزوا ذلك بناء على ما عرفت من قاعدتهم المنهارة.
  حكى الإمام يحيى # في الشامل عن الغزالي أنه قال: ما من خير ولا شر أو نفع أو ضر إيمان أو كفر أو بر أو عفاف أو عهر يوجد في الملكوت إلا وهو كائن بقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته وهذا هو الموجود على لسان العوام والخواص منهم لعنوا بما قالوا.
  (لنا) عليهم: (ما مر) وتكرر ذكره من الأدلة.
  قال الإمام #: اتفقت الأمة على الإيمان بقضاء الله وقدره كله خيره وشره، كما قال ÷: «لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه»(١).
(١) رواه الترمذي في سننه عن جابر، وروى نحوه الطبراني في الكبير عن سهل بن سعد.