[المقدمة]
  والدلالة، وإثبات الإشراق للأقوال ترشيح للتشبيه أو للاستعارة.
  (وشموس احتجاج) أي: وبإشراق شموس احتجاج (الذين وفقوا لإصابة الحق الأقوم) أي: المستقيم الذي لا عوج فيه ولا أمت. شبه احتجاجهم في الوضوح بالشمس المشرقة وهو مثل بدور الأقوال.
  (من عترة النبي) أي: الذين هم عترة النبي (÷ بشهادة) الله سبحانه في قوله تعالى: ({إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣]، و) بشهادة رسوله ÷ في قوله في (خبري السفينة) أحدهما: قوله ÷: «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى».
  والاخر: قول علي #: «أين يتاه بكم عن علم تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة حتى صار في عترة نبيكم ... الخبر» أو كما قال، وهذا الخبر توقيف لأنه ليس للاجتهاد فيه مسرح والله أعلم هكذا ذكره #.
  (و) قوله ÷ حين نزل بغدير خم عند رجوعه من حجة الوداع وقد قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب و (إني تارك فيكم) ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» فنظم هذا المعنى سعد بن بارق، وقال مخاطباً لزيد بن علي #:
  أجبت كتاب الله حق إجابة ... وصدقته فيكم فأنتم ولاته
  وسلمت للفرقان فيما قضى به ... ووليكم فيه فأنتم هداته
  وأنتم حصون العلم بعد محمد ... بكم يهتدي الهادي وأنتم رعاته
  فقال له زيد #: «جعلك الله سعيداً في حياتك شهيداً في مماتك» فقتل