شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الدلالة على أن الله تعالى عدل حكيم

صفحة 146 - الجزء 2

  وبما روي عنه ÷ أنه قال: «الوائدة والموؤدة في النار»⁣(⁣١).

  وربما يحتجون بأنهم يدفنون في مقابر الكفار ويسبون ويستخدمون ولا يصلى عليهم وهذه عقوبة لهم.

  (قلنا) رداً عليهم: (ذلك) أي تعذيب الأطفال بذنوب آبائهم (ظلم) لا شك فيه والله سبحانه وتعالى منزه عنه وعن كل قبيح، ولقوله عز وعلا: ({وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}⁣[الكهف: ٤٩] وقال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}⁣[الأنعام: ١٦٤])، وغير ذلك من الآيات.

  وأما ما رووه من الخبرين فلا يصحان عنه ÷ لمصادمتهما دليل العقل والسمع، وقد قال ÷: «سيكذب علي كما كذب على الأنبياء من قبلي فما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فهو مني وأنا قلته، وما لم يوافقه فليس مني ولم أقله»⁣(⁣٢) أو كما قال.


(١) رواه النسائي في سننه، وأحمد بن حنبل في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في الكبير. ويعارض بما رواه البزار في مسنده عن ابن عباس مرفوعاً من جملة حديث وفيه: «والمولود في الجنة والموؤدة في الجنة»، ورواه أحمد في مسنده، وأبو نعيم في المعرفة، وابن الجعد في مسنده، وغيرهم. وبما رواه أبو داود في سننه بلفظ: «والوئيد في الجنة» وصححه الألباني، ورواه أيضاً أحمد في مسنده، وابن عبدالبر في التمهيد.

(٢) رواه الإمام الأعظم زيد بن علي # في الرسالة المدنية وغيرها، ورواه الإمام القاسم بن إبراهيم # في كتاب الرد على الروافض وحفيده الإمام الهادي # في مجموعه وابنه الإمام المرتضى محمد بن يحيى # في كتاب الفقه، والإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، والإمام أبو الفتح الديلمي # في البرهان وغيرهم، ومن غيرهم الطبراني في الكبير عن ثوبان بلفظ: «اعرضوا حديثي ..» إلخ، وعن ابن عمر بلفظ: «سئلت اليهود ...» إلخ، ورواه الدارقطني في سننه عن علي # ثم قال: والصواب عن عاصم عن زيد بن علي بن الحسين مرسلاً، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن علي # بلفظ: «ستكون عني رواة يروون الحديث ... إلخ»، ورواه ابن معين في تاريخ يحيى بن معين، ورواه البيهقي في معرفة السنن والآثار، وروى نحوه الروياني في مسنده عن عبدالله بن جعفر بلفظ: «فما وافق كتاب الله فهو من حديثي ... إلخ»، وروى نحوه السخاوي في المقاصد الحسنة عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: «فما وافق كتاب الله فأنا قلته ... إلخ»، ثم قال: وقد جمع طرقه البيهقي في كتاب المدخل، وروى =