(فصل): في الدلالة على أن الله تعالى عدل حكيم
  ولو سلمنا صحة الخبرين فالمراد بالأطفال البالغون إذ قد تسمي العرب البالغ طفلاً، قال الشاعر:
  عرضت لعامر والخيل تردي ... بأطفال الحروب مشمرات
  وقال:
  وأسرع في الفواحش كل طفل ... يجر المخزيات ولا يبالي
  وكذلك الموؤدة تحمل على البالغة.
  ولنا أن نعارضه بما رواه أنس(١) بن مالك عن النبي ÷ أنه سئل عن أولاد المشركين فقال: «هم خدم أهل الجنة»(٢).
= نحوه في معجم ابن المقرئ عن علي # بلفظ: «فما وافق القرآن فخذوا به ... إلخ»، وروى نحوه عن أبي هريرة بلفظ: «إنها ستأتيكم عني أحاديث مختلفة فما أتاكم موافقاً لكتاب الله ... إلخ» الدارقطني في سننه والخطيب في الكفاية وفي الفقه والمتفقه وابن عدي في الكامل، ورواه الطبري في تفسيره عن زيد بن علي # مرفوعاً، ورواه الرازي في تفسيره وذكر شهرته.
(١) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري، الخزرجي، خادم النبي ÷ منذ قدم المدينة إلى أن توفي ÷. مات وقد جاوز المائة، وهو من أصحاب الألوف. قلت: سبق ذكر توبته عما جرى منه إلى الوصي # وكان ينشر فضائله. وروى عثمان بن مطرف أن رجلاً سأل أنس بن مالك في آخر عمره، عن علي بن أبي طالب؛ فقال: إني آليت ألا أكتم حديثاً سُئلت عنه في علي بعد يوم الرحبة، ذاك رأس المتقين يوم القيامة، سمعته والله من نبيئكم. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(٢) أخرجه أبو طالب # في الأمالي عن سمرة بن جندب، ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة عن أبي مالك ثم قال: والمشهور عن يزيد بن سنان عن أنس بن مالك، ورواه الطيالسي في مسنده عن أنس، والطبراني في الكبير والأوسط عن سمرة، وأبو نعيم في الحلية عن أنس، والروياني في مسنده، والبيهقي في القضاء والقدر عن أنس، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، ورواه الطبراني في الأوسط عن أنس وسمرة بلفظ: «أولاد المشركين ... إلخ»، والبيهقي في القضاء والقدر عن سلمان موقوفاً، ورواه البخاري في التاريخ الكبير عن سمرة، ورواه أبو يعلى في مسنده عن أنس بلفظ: «الأطفال خدم ... إلخ» وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: وفي إسناد أبي يعلى يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وقال فيه ابن معين: رجل صدق، ووثقه ابن عدي وبقية رجالهما رجال الصحيح، وغيرهم.