شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في الدلالة على أن الله تعالى عدل حكيم

صفحة 156 - الجزء 2

  من إبليس شكل المعصية التي هي في قلب الآدمي قويت نية الآدمي بالمعصية بمقاربة ما في قلبه من المعصية شكله وهو إبليس فيقوى الشكل بمقاربة شكله والجنس بمقاربة جنسه كما يقوى كل شيء بمداناة مثله.

  إلى قوله: ومثل قوة المعصية في قلب الآدمي بمداناة شكلها من هذا اللعين مثل الجمر إذا جعلت منها في بيت خمسين رطلاً جمراً متوقداً ثم أتيت بمائة رطل أخرى جمراً متوقداً فألقيته إلى حيث ذلك الجمر الأول فقوي عمل الأول بعمل الآخر وقوي عمل الآخر بعمل الأول واشتد عملهما وصعب أمرهما حتى لا يطيق من في البيت أن يجلس فيه مع شدة ما فيه من حر النار وتلهبها فعلى هذا ومثله من قوة الشكل بشكله يكون وسوسة إبليس لصاحبه الآدمي المضمر لما أضمر إبليس المشاكل له بالإضمار في عمله والمقارب بإضماره له في فعله.

  إلى قوله #: وقد قال غيرنا في ذلك بأقاويل فزعموا أنه يجري في الآدمي مجرى الدم في الأبشار فاستحال ذلك عند من فهم لأنه لا يجوز أن يدخل جسم في جوف جسم فيجري في عروقه ويجتمع في بدن واحد روحان روح ساكن وروح متحرك، هذا محال أن يستجن في جسم واحد روحان، ولا يدخل في جسم جسم.

  إلى قوله: وقال قوم يلقى إبليس روح الآدمي عند جولانه في وقت منامه فيأمره وينهاه ويزين له ما يريده ويشاؤه.

  وقالوا: لا تكون الوسوسة من إبليس إلا من بعد النوم يلقى روح الآدمي عند خروجه من بدنه وجولانه بعد نومه فيكون منه إليه ما ذكرنا ويلقي إليه ما قلناه، فاستحال هذا من قولهم أيضاً كما استحال القول الأول لأنا نظرنا في هذا المعنى فوجدناه باطلاً وبطلانه أنا وجدنا الآدميين ربما أتوا من أنواع المعاصي وألوانها في مجلس واحد بألوان وهم يقاظى غير نيام ... إلى آخر كلامه #.

  وقال الإمام الحسين بن القاسم بن علي # في جواب من سأله: وسألت