شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[ذكر ما تعلق به المجبرة من الشبه السمعية والجواب عليهم]

صفحة 159 - الجزء 2

  يعني من شياطين الناس على ما ذكرنا. انتهى كلامه # وهو يشعر بأن الشيطان المضل للإنسان هو شيطان الإنس أو الهوى والشهوة.

  ومثل هذا ذكره الناصر بن الهادي # واحتج له وأوسع في الاحتجاج، قال: ومعنى الوسواس هو ما يخطر على قلب الآدمي من ذكر الجنة والناس، والله أعلم.

[ذكر ما تعلق به المجبرة من الشبه السمعية والجواب عليهم]

  وأما الشبه السمعية:

  فقال الإمام يحيى #: اعلم أن المجبرة على طبقاتهم يزعمون أن الله تعالى هو الذي أضل أكثر الخلق عن الدين وصدهم عن سواء السبيل وأنه خلق فيهم الكفر والمعصية وعقدها بنواصيهم بحيث لا محيص لهم عنها أبداً وأوردوا في نصرة قولهم هذا آيات يتمسكون بها منها ما يدل بزعمهم على الإضلال ومنها ما يدل على الطبع والختم، ومنها ما يدل على الفتنة والتزيين والإغفال ومنها ما يدل على نفي الهداية.

  وقد حكي عن رجل منهم يعرف بابن أخت عبدالواحد أنه زعم أن الله تعالى لا يخلق الضلال في الخلق ابتداء وإنما الذي يجوز في الحكمة بزعمه هو أن يختم على قلوبهم ويطبع عليها بعد كفرهم وشركهم فإذا فعلوا الكفر فقد استوجبوا إضلال الله لهم بالمنع من التوبة، وهذا فاسد، وما يبطل به مذهب المجبرة من إخوانه يبطل مذهبه لانتظام قوله في سلك أقوالهم.

  والذي ذهب إليه أئمة الزيدية والجماهير من المعتزلة وغيرهم من علماء الدين أن الله تعالى قد هدى جميع الخلق إلى ما كلفهم بالأعلام النيرة والأدلة الواضحة، وأزاح عللهم وأنه لا يضلهم بعد إذ هداهم ولا يلبس عليهم بعد إيضاحه لهم.

  أما النوع الأول فنحو قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرِجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي