شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[المقدمة]

صفحة 76 - الجزء 1

  وشبه صنع الله سبحانه بالبحر الصافي، وشبه الظفر بالمطلوب من هذا العلم بالظفر بالدر وقوله نفيساً وإن كان يصلح لكل ما يتنافس فيه إلا أنه قد أراد به هنا الدر وهو اللؤلؤ لأنه الذي يستخرج من البحر فهو استعارة تحقيقية ويحتمل أن يكون الفرات استعارة لعلوم عقائد أهل البيت $ الصحيحة فيكون قد شبه علومهم التي هي خالية عن كدورات الباطل وأغطية الشبه بالماء الصافي فاستعاره لها ورشح تلك الاستعارة بذكر الغوص إما باقياً على حقيقته أو مستعاراً لإعمال الفكر وإمعان النظر في الأدلة لأنه يجوز أن يكون الترشيح استعارة ويحصل التشريح باعتبار معناه الأصلي، والله أعلم.

  جمع المهيمن: أي: المطلع على الظاهر وخفيات الضمائر وهو الله سبحانه أي: اللهم اجمع بيننا أيها الإخوان في دينه القيم وصراطه المستقيم جمعاً يفي بإصابة للحق وتصافي فيما بيننا ولا عدوان يكون بيننا إن شاء الله ولا حسد ولا غل ولا دغل هكذا قال #.

  ثم قال: اللهم استجب ذلك وصل على عبدك ورسولك وآله الأخيار وصحابته الأبرار.

  وزاد على هذه الأبيات السيد الأعلم عماد الدين يحيى بن صلاح القطابري اليحيوي أبياتاً في أولها وخلالها وهي:

  الفوز حوز مذاهب الأسلاف ... سفن النجا من آل عبد مناف

  فهي الشفا والجهل داء مُضِيعها ... ودواء طالبها العظيم الشافي

  سفر تفرد باقتناص شواردٍ ... فغَدَت ظواهر بعد طول تخافي

  هذا الأساس كرامة فتلقه ... يا صاحبي بكرامة الإنصاف

  واحرز نفيساً من نفائس نثره ... جمعت بغوص في فراتٍ صافي