[المقدمة]
  نادى لسان الحال(١) جامع شملها ... برح(٢) الخفا فتلاف قبل تلافي
  فأجابها عجلاً فشاد ربوعها ... بمحاسنٍ جلت عن الأوصاف
  وأحلها سوحاً لها ومعاهداً ... قد طال ما خليت عن الطُّوّاف
  يا طالباً رشداً ونيل هداية ... أم الأساس تجد هداك الوافي
  وانظره بعين بصيرة وتأمل ... والزمه طول الدهر فهو الكافي
  جمع المهيمن بيننا في دينه ... جمعاً يفي بإصابة وتصافي
  واعلم أن هذا الكتاب المبارك قد اشتمل على مقدمة وأربعة أقسام وخاتمة، أما المقدمة فهي في ذكر حده وحد العلم وذكر العقل وما يقضي به من تحسين وتقبيح وذكر المؤثر وما لا يؤثر وذكر الحدود والتصورات والتصديقات، وذكر النظر ووجوبه ووجه وجوبه، وما يتعلق بذلك.
  وأما الأقسام الأربعة فالأول: الكلام في التوحيد لله ø وتنزيهه عن مشابهة غيره وما يتعلق بذلك.
  والثاني: الكلام في عدله وحكمته ورحمته بعباده ونفي الجور وصفات النقص عنه جل وعلا وما يتعلق بذلك من المصالح الدينية والدنياوية كالآلام والآجال والأرزاق ونحو ذلك.
  والثالث: الكلام في أنبيائه ورسله وشرائعه وما يتعلق بذلك.
  والرابع: الكلام في وعده جل وعلا ووعيده والثواب والعقاب والجنة والنار والقيامة وما يتعلق بذلك من ذكر الشفاعة وبعض أحوال القيامة ونحو ذلك.
  والخاتمة في ذكر افتراق الأمم وذكر الفرقة الناجية وما جاء في ذلك من الأثر، وبذلك يتم الكتاب إن شاء الله تعالى.
(١) كانت الكلمة في الأصل: محال، ووجدت القصيدة مذكورة بكاملها في بعض الأوراق المرفقة في الكتاب قال فيها: نادى لسان الحالِ جامعَ. والتصحيح منها.
(٢) طال. (نخ من هامش الأصل).