شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[تعريف علم الكلام]

صفحة 78 - الجزء 1

[المقدمة]

  قال #: (مقدمة) أي: هذه جملة مقدمة على الكتاب، لا يستغني صاحب هذا الفن عنها، وهي بفتح الدال اسم مفعول، وهو المراد هنا.

[تعريف علم الكلام]

  اعلم أن (علم الكلام) على ما ذكره الإمام # فيما جمعه من الشرح، ينقسم إلى قسمين: فالقسم الأول (هو: بيان كيفية الاستدلال)؛ لأن الاستدلال هو النظر والتفكر في الدليل، وهو الصنع، وهذا القسم إنما هو عبارة عن ذلك الاستدلال، ويخرج بذلك القسم الثاني.

  وقوله: (على تحصيل عقائد) قال #: خرج بذلك الاستدلال بالأثر على نحو الضالة؛ فإن الاستدلال هنا ليس مقصوداً لتحصيل عقيدة، بل لإصابة الضالة ووجدانها.

  والعقائد جمع عقيدة، وهي ما انطوى عليه القلب مما يأتي ذكره من مسائل التوحيد وغيره إن شاء الله تعالى.

  قال #: وقلنا: (صحيحة) ليخرج الجهل المركب، والظن الفاسد، نحو أن يعتقد أن زيداً حي وهو ميت.

  وقولنا: (جازمة) ليخرج الظن صحيحه وفاسده.

  وقولنا: (تترتب صحة الشرائع) أي: الواجبات الشرعية، كالصلاة والصيام والحج ونحوها، (عليها) أي: على تحصيل تلك العقائد، وهي معرفة الله سبحانه، وصدق المبلغ، وما يتصل بذلك.

  (و) القسم الثاني هو: (الاستدلال) بالكتاب والسنة أو بأحدهما (على شرائع وعقائد مخصوصة) فالشرائع نحو الحكم بالإيمان، واستحقاق التكفير والتفسيق، والعقائد نحو شفاعة النبي ÷، وخلود أهل الكبائر المصرين في النار.