شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الآلام وما في حكمها

صفحة 192 - الجزء 2

  إما أن أعجله لك وإما أن أذخره لك»⁣(⁣١) والله أعلم.

  (وهو) أي قول الوصي # (توقيف) أي لا مجال للعقل فيه فهو مما قاله الرسول الصادق ~ وعلى آله عن الله ø.

  وأيضاً فإن كلام الوصي # في مثل هذا حجة عندنا.

  (وله) أي للمكلف (على الصبر عليه) أي على الألم (والرضا به) وعدم السخط الموجب للإحباط (ثواب) من الله سبحانه (لا حصر له) أي لا انتهاء له ولا يعلم كنهه أيضاً إلا الله ø (لأنهما) أي الصبر والرضا (عمل لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}⁣[الزمر: ١٠] وقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ... الآية}⁣[البقرة])، فنبه الله سبحانه في هاتين الآيتين على أن الصبر والرضا عمل بقوله تعالى أجرهم لأن الأجر لا يكون إلا على العمل وبقوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ١٥٦} على الرضا لأن المعنى: رضينا بحكم الله وقضائه بما قضى فينا وأن الصبر والرضا من أعظم أفعال القلوب وثوابهما أعظم من ثواب سائر الأعمال.

  قال في الحقائق: واعلم أن حقيقة الصبر على البلية هو الرضا بالقضاء وترك السخط منه والشكاء فأما من ابتلي ببلاء فلم يرض به وسخط منه وشكاه فليس ذلك بصابر.

  وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الرسالة الناصحة: فقد روينا عن نبينا رسول الله ÷ أنه قال: «إن الله سبحانه إذا أنزل على عبده ألماً أوحى إلى حافظيه أن اكتبا لعبدي أفضل ما كان يعمل في حال صحته ما دام في


(١) روى نحوه الإمام الأعظم زيد بن علي # في المجموع عن آبائه $ عن رسول الله ÷، وروى حديث المجموع أبو طالب # في الأمالي، وروى نحوه السيوطي في الدر المنثور عن أنس مرفوعاً وعزاه إلى ابن مردويه، وروى حديث أنس بن أبي الدنيا في المرض والكفارات.