[تعريف علم الكلام]
  المجبرة إلا ما روي عن الغزالي أنه مات شيعياً زيدياً والله أعلم، فهؤلاء قالوا: (لا يحد؛ لاختلاف المعلومات ذاتاً) أي: في ذواتها، أي: أشخاصها وأعيانها؛ إذ دار زيد خلاف دار عمرو، وذوات الحيوانات مختلفة، وكذلك سائر الجمادات.
  (وماهيةً) أي: وكذلك هي مختلفة في ماهياتها أي: حقائقها؛ فإن ماهية الجسم أي: حقيقته وحده، خلاف ماهية العرض، وماهية الحيوان خلاف ماهية الجماد، وكذلك غيرها (عند السيد حميدان؛ نظراً منه إلى أنه يطلق عليها) أي: يطلق العلم على المعلومات لأنهم يقولون: علم التفسير، وعلم النحو، ونحو ذلك، فهي معلومات، (وجمعها) في حد واحد (متعذر) أي: مما لا يمكن والله أعلم.
  (ولجلائه) أي: ولجلاء العلم (عند البغدادية، والرازي) فتعذر حده. (ولخفاء جنسه وفصله) أي: العلم (عند الجويني والغزالي)؛ فتعذر حده أيضاً.
  وحكى السيد إبراهيم بن محمد (صاحب(١) الفصول عن أئمتنا) $
= خمسين وأربعمائة، وقرأ طرفاً من الفقه في صباه على أحمد بن محمد الوادكاني، ثم سافر إلى جرجان وغيرها، ثم رجع إلى طوس وتوفي بطوس يوم الاثنين رابع عشر [شهر] جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وخمسمائة. (طبقات الزيديه باختصار). كان أشعرياً وحكى في لوامع الأنوار رجوعه إلى مذهب أهل العدل.
(١) هو إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن مفضل الوزيري الهدوي، أبو أحمد الحسني اليمني، السيد الحافظ صارم الدين. مولده تقريباً سنة ست وثمانمائة. قرأ في صنعاء وصعدة في الأصولين والعربية، والفروع الفقهية، والأخبار النبوية، والسير والتفاسير، وجميع الفنون في ساير العلوم. نعم، كان السيد صارم الدين مبرزاً في علوم الاجتهاد جميعها، متألهاً مشتغلاً بخويصة نفسه، حافظاً للإسناد، وإماماً للزهاد والعباد، وله المصنفات المفيدة منها: في الفقه (هداية الأفكار)، و (الفصول) في أصول الفقه، وغيرها. توفي في جماد الآخر سنة أربع عشرة وتسعمائة، وقبره بجربة الروض من أعمال صنعاء مقابل مسجد السعدي من الشرق، في أكمة معروفة مشهورة. انتهى. (طبقات الزيدية الكبرى باختصار).