[تعريف علم الكلام]
  (و) هو قول (البصرية: بل يحد)(١) أي: العلم؛ إذ هو خلاف المعلومات وجنسه وفصله واضحان؛ (فهو) أي: العلم: (اعتقاد) هذا جنسه الشامل للعلم والظن وغيرهما.
  (جازم) هذا فصل له أول يخرج بذلك الظن (مطابق) وهذا فصل له ثان يخرج به الجهل المركب، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.
  قال #: (قلت: وليس) هذا الحد (بجامع؛ لأن علم الله سبحانه) أي: إدراكه للمدرَكات (ليس باعتقاد) فيخرج بعض المحدود، قال: (ويمكن أن يقال: هو إدراك تمييز) يخرج بذلك إدراك نحو البهائم.
  (مطابق) يخرج الجهل المركب، (بغير الحواس) ليخرج ما يدرك بها كإدراك الملموس والمشموم، والمسموع والمبصر والمطعوم، (سواء توصل إليه) أي: إلى ذلك الإدراك (بها) أي: بالحواس كما في حقنا (أم لا) كما في حق الباري تعالى.
  قال #: وهذا الحد إنما يصدق على إدراك المعلومات، لا على المعلومات، ولا على ما يُدرك به؛ إذ العلم يطلق على المعلومات، وعلى إدراكها، تقول: علمت الشيء حين تدركه بعقلك، وعلى ما يُدرك به المعلومات، فنحن نعلم بعلم ركبه الله فينا، وذلك العلم هو آلة لنا ندرك به المعلومات، والله سبحانه يدرك الأشياء بذاته، ولا يحتاج إلى آلة، كما يقوله المبطلون، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً؛ إذ الذات غير آلتها.
  قال: وهذا على سبيل المجاراة لمن حد العلم.
(١) ويمكن الجمع بين قول من قال: يحد العلم، وقول من قال: لا يحد - بأن العلم يطلق على المعلومات وعلى الإدراك وعلى آلة الإدراك؛ فإن أطلق على المعلومات فحده متعذر؛ إذ لا يمكن جمعها في حد واحد، وإن أطلق على الإدراك فحده ممكن، وهذا في حق المخلوق، وأما في حق الله سبحانه وتعالى فلا يمكن ذلك؛ لأن علم الله تعالى ذاته ø والله تعالى لا يمكن حده؛ إذ لا يقاس بالناس ولا يدرك بالحواس، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى].