شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الآجال وحقيقتها

صفحة 226 - الجزء 2

  وتركا الشكر والصبر وضيعا الأجر.

  وأما قولهم: إن الله ساوى بين الناس في التعبد فإن في الشاهد أن الله تبارك وتعالى تعبد الأنبياء À بتبليغ الرسالة والقيام بصلاح الرعية وتعبد الأئمة بإقامة الحدود وتنفيذ الأحكام والقيام مقام الأنبياء $ فصح أن الناس على فرقتين: رعاة ورعية، ولم يساو في التعبد بين الرعاة والرعية.

  وأيضاً فلم يتعبد المملوك بمثل ما تعبد المالك، فإن المملوك لا يجب عليه الحج إلا بإذن مولاه، ولا الجمعة ولا الخروج في الجهاد ولا الهجرة إلا بإذن سيده، والمرأة أيضاً لم يتعبدها الله تعالى بمثل ما تعبد الرجل فإنها لا يجب عليها الجهاد ولا الجمعة وصلاتها ناقصة عن صلاة الرجل.

  وأما قولهم: إن الله ساوى بين الناس في المجازاة فالجزاء من الله سبحانه على وجهين: جزاء واجب للعبد أوجبه الله على نفسه كقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة]، وكقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} إلى قوله {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ}⁣[التوبة: ١١١]، وكقوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}⁣[النساء: ١٠٠].

  فهذا وأمثاله هو الجزاء الواجب وليس الناس فيه على سواء بل يُجزى كل بقدر عمله والأعمال مختلفة.

  ونقول: إنه سوَّى في أنه يجزي كلاً منهم على عمله ولا يظلم أحداً منهم شيئاً.

  والجزاء الثاني: هو الزيادة على الأجر وليس سواء بل قد زاد الله بعض الناس أكثر من بعض وزاد أيضاً فضل بعض الأعمال على بعض في الزمان والمكان والحال.

  أما الزمان فإن الله فضل الأعمال في شهر رمضان وفي يوم الجمعة على سائر