شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر الآجال وحقيقتها

صفحة 227 - الجزء 2

  الزمان، وأما المكان فإن الله فضل الكعبة وبيت المقدس ومسجد رسول الله ÷ وفضل الأعمال فيها على سائر المواضع.

  وأما الحال فإن الله جعل جزاء الصدقة في غير الجهاد عشرأمثالها وجعل الصدقة في الجهاد بجزاء سبعمائة ضعف فقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}⁣[البقرة: ٢٦١].

  وفي فضل الأوقات ما يقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ٢ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ٣}⁣[القدر].

  وروي عن أمير المؤمنين # في خطبة له أنه قال: «أيها الناس إن الله لما خلق خلقه فضل بعضهم على بعض فكان فيما فضل من الأيام يوم الجمعة فجعله للمسلمين سناء ورفعة وكان فيما فضل من الشهور شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن».

  وقال القاسم بن إبراهيم # في كتاب تثبيت الإمامة: الحمد لله فاطر السماوات والأرض، مفضل بعض مفطور خلقه على بعض، بلوى منه للمفضلين بشكره، واختباراً للمفضولين بما أراد في ذلك من أمره، ليزيد الشاكرين في الآخرة بشكره⁣(⁣١) من تفضيله، وليذيق المفضولين بسخط إن كان منهم في ذلك من تنكيله، ابتداء في ذلك للفاضلين بفضله، وفعلاً فعله في المفضولين عن عدله.

  قال في الحقائق: ومثل هذه الأدلة موجود كثير في الكتاب والسنة وقد جعل الله اختلاف الأشياء وتفضيل بعضها على بعض من آياته قال عز من قائل: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ


(١) كذا في الأصل، والذي في كتاب الإمام القاسم #: بشكرهم.