شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في ذكر ما امتن الله به من الروح

صفحة 233 - الجزء 2

  تركيب فكرك وضحت لك آثار الحكمة في ذلك. انتهى.

  قلت: ويؤيد هذا ما روي عن النبي ÷: «إن الميت ليعرف من يحمله ومن يغسله ومن يدليه في حفرته»⁣(⁣١).

  وما روي عنه ÷: «إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا»⁣(⁣٢).

  وما روي عن أبي الدرداء أنه قال: «إن أعمالكم لتعرض على أمواتكم فيسرون بصالحها ويساؤون بسيئها»، وكان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أعوذ بك من عمل أخزى به عند عبدالله بن رواحة لأن النبي ÷ آخى بينهما ومات ابن رواحة قبله.

  وعنه ÷: «الله الله في إخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم»⁣(⁣٣).

  وعنه ÷: «تعرض أعمالكم على الموتى فإن رأوا حسنة فرحوا بها واستبشروا وقالوا: اللهم إن هذه بمنك على عبدك فأتمها عليه، وإن رأوا سوءاً قالوا: اللهم راجع به»⁣(⁣٤).

  وعنه ÷: «ما من مؤمن يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه»⁣(⁣٥) وغير ذلك والله أعلم.


(١) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد عن أبي سعيد، وأحمد بن حنبل في مسنده، والمتقي الهندي في كنز العمال، والسيوطي في الجامع وعزاه إلى أحمد وابن جرير، وأفاد الهيثمي في مجمع الزوائد أنه رواه أحمد، والطبراني في الأوسط.

(٢) رواه مسلم في صحيحه عن أنس، وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة من جملة خبر.

(٣) رواه البيهقي في شعب الإيمان عن النعمان بن بشير، والحاكم في المستدرك وصححه، والدولابي في الكنى والألقاب، وأبو الشيخ في الأمثال، والبخاري في التاريخ الكبير، وغيرهم.

(٤) أخرجه ابن أبي الدنيا في المنامات عن أبي أيوب موقوفاً.

(٥) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أبي هريرة، والخطيب في تاريخ بغداد، ورواه الملا في مرقاته عن ابن عباس ثم قال: صححه عبد الحق، وأفاد ابن كثير في تفسيره أن ابن عبدالبر روى حديث ابن عباس مصححاً له، وغيرهم.